اجتهد الشاب سعد المعمر وكافح منذ دراسته الجامعية وصاحب شبابا أصحاب عقولٍ نيرة وأفكار متجددة تواكب الجديد على مختلف الأصعدة.. فعشق العمل الحر ودخل عالم التجارة من بوابة تصاميم مواقع الكترونية قبل 12 سنة، وحصل في بداية عمله على أربعة آلاف ريال من إنشاء موقع إلكتروني لإحدى الشركات، وهي التي قادته لفكرة تأسيس شركة تطوير عقاري ومقاولات تبلغ استثماراتها ومشاريعها 100 مليون ريال، إلى جانب أنه أصبح مسئولا عن أكثر من 50 موظفا يعملون حالياً معه. «اليوم» التقت سعد بن عادل العبدالكريم المعمر، عضو مجلس شباب الأعمال بالغرفة التجارية الصناعية بالشرقية حصل على جائزة أفضل منشأة واعدة قبل سنتين، حيث يقول: «أرغب في إضافة شيء يخدم الوطن والمواطن، واهتمامي بالتجارة بدأ في سن مبكرة جداً منذ أن كنت أدرس في الجامعة وقد يكون هذا عائدا للبيئة التي عشت فيها في كنف الأسرة التي يسودها الطابع التجاري، وأنصح من خلالها الشباب بالبدء مبكراً لكي يتكون لديهم الرؤية والفهم والتجارب فلا زال لديهم في مقتبل العمر متسع كبير من الوقت للتجربة والخطأ والنجاح، بخلاف إن بدأوا متأخرين لأن وقتها تكون فرصة المغامرة تقل والحذر يزداد». يؤكد المعمر أنه في 2007 بدأ في دراسة المشروع بشكل جدي وبرغبة جامحة في التطور تخللها الكثير من الدورات والاستشارات الإدارية والقانونية وحضور المؤتمرات والتعرف على مختلف الأنشطة التجارية في البلد، وقد ساهم هذا كله بتعرفه على مدى حاجة السوق لهذا المجال بالتحديد حتى استقر في عام 2010 م على شركة «إحياء»، واليوم أصبحت مجموعة تمتلك سلسلة من الشركات الأخرى المساهمة فيها وبمشاريع قائمة عليها. ويقول المعمر: لم يكن الطريق للتجارة والوصول إلى هذه المرحلة بالطبع ممهدا ميسراً سهلاً، بل قابل تحديات كثيرة ومشاكل عديدة ويرى فيها أن الحل الوحيد والأمثل لمواجهتها بمختلف أشكالها هو «الإيمان بالمشروع» وهذا هو المبدأ الذي ارتكز عليه بعد الاستعانة بالله على مواجهتها. «سعد» راض عما قدمه في تجربته وعما وصل إليه ويرى في تقييمه الشخصي لتجربته أنها تجربة ناجحة وبالطبع تحتاج إلى تطوير كما يقول: (من لا يتطور.. يمت)، مؤكدا انه لكي لا يموت ولا تموت تجربته الناجحة، وضع لها خططا مستقبلية رسمها وأعد لها منذ التأسيس، وهي إنشاء مشاريع مبتكرة تفيد المجتمع وتكون ركيزة ترتكز عليها الشركة مستقبلا بإذن الله. ومن خلال تجربته الرائدة ينصح المقبلين على العمل الحر، المفكرين فيه، الخائفين من خوض غمار التجربة، بالتفرغ ويقول: «المملكة لديها مبادرات تشجع الشباب على العمل الحر حيث إن الأجهزة الحكومية تدعم المواطنين والبنوك تمول». وأفاد المعمر: «التحديات كثيرة والحل الوحيد لكل تلك التحديات هو ايمانك بمشروعك، ان هذا المبدأ الذي ارتكزت عليه بعد الاستعانة بالله على مواجهة كل المشاكل والصعاب، وقد تعرفت على مركز تنمية المنشآت الصغيرة والمتوسطة بالغرفة التجارية الصناعية بالشرقية في احدى المناسبات بالغرفة واستفدت من المركز من خلال الدورات التدريبية التي يقدمها والمحاضرات التي ينظمها والتي تخلق العديد من الفرص والأفكار والعلاقات». واعتبر المعمر أن تجربته ناجحة في عالم التجارة رغم أنها وليدة وتحتاج إلى تطوير فمن لا يطور نفسه لا يتطور، وأضاف: «أخطط في المستقبل وأسعى إلى إنشاء مشاريع خدمية مبتكرة تفيد المجتمع وتكون دعامة ترتكز عليها الشركة لاحقاً، وهناك مشاريع كثيرة لدينا ولكل واحد منها تجربة، لكن الجميل في هذا المجال أنك تتعرف على فئات مختلفة من المجتمع الذين تقدم لهم الخدمات والكثير من التخصصات المختلفة مما يجعلك ملما بكثير من مجالات الأعمال التي تعطيك نظرة أعمق في نجاحها كون مجالنا يعتبر من الخدمات التي نقدمها لإنجاح المنتج أو الشركة وخصوصا أننا نعمل حاليا في مجال التطوير العقاري والاستثمار في المشاريع والأفكار الجديدة وفي مجال التصاميم وتقنية المعلومات». وأبان المعمر أن متخصصين في قطاع المنشآت الصغيرة والمتوسطة يؤكدون دائما أن فرص التمويل للشركات المنتسبة للقطاع أصبحت أفضل من السابق وبطرق ميسرة، بحيث تستطيع الشركات التقدم بطلب التمويل والحصول عليه بعد تنفيذ إجراءات مختصرة إذا كان الطلب مكتمل الطلبات. ولفت المعمر أن أبرز التحديات في العمل التجاري تتمثل في عدم توفر الأيدي العاملة، وارتفاع حدة المنافسة بين الأعمال الناشئة، والمنشآت الأكبر حجماً وإمكانيات، وضعف مستوى التحكم بالتدفقات النقدية، مما يؤدي لخلل في الهيكل التمويلي، وعدم انتظام السجلات المحاسبية، بالإضافة الى محدودية الجهات الداعمة فنياً، وتقنياً، وإدارياً مشددا على ضرورة توثيق جميع المعاملات بين المؤسسات و العملاء بالإضافة لتوضيح العلاقة القانونية بين جميع الاطراف تفادياً للمشاكل المستقبلية واستمرارية نجاح المشروع. وامتدح تجربة عضويته بمجلس شباب الأعمال بغرفة الشرقية بالنظر إلى أن المجلس يدعم الشباب لتنمية وتطوير أعمالهم، ويساعدهم على النجاح والتعرف على أبرز الأمور التجارية، والفرص المتاحة وكيفية الاستفادة من الإمكانيات.