قتل 22 شخصا على الاقل واصيب آخرون بجروح في هجمات متفرقة بينها هجومين بسيارتين مفخختين ودراجة نارية الجمعة في العراق حسبما افادت مصادر امنية وطبية. وقال ضابط برتبة عقيد في الشرطة: "قتل ثمانية اشخاص واصيب 23 بجروح في انفجار سيارة مفخخة متوقفة في منطقة الكرادة داخل" ذات الغالبية الشيعية في وسط بغداد. وأكد مصدر طبي حصيلة الضحايا، مشيرا الى وجود امرأتين بين القتلى واصابة اربع نساء وثلاثة اطفال بجروح، جراء الانفجار. ووقع الانفجار بالتزامن مع اقتراب موعد صلاة الجمعة التي يجتمع خلالها عدد كبير من الاهالي في حسينية. وفي هجوم آخر، قال عقيد الشرطة: "قتل اربعة اشخاص واصيب 11 بجروح اثر بانفجار عبوة ناسفة قرب سوق تجاري شعبي في منطقة البياع" في غرب بغداد. كما قتل مدنيان واصيب سبعة بجروح في انفجار سيارة متوقفة غرب سوق شعبي في ناحية المحمودية جنوببغداد، وفقا لمصدر في الشرطة. وأكدت مصادر طبية حصيلة الضحايا. وفي كركوك شمال بغداد قال ضابط برتبة عميد في الشرطة: "قتل ثمانية اشخاص واصيب 13 بجروح في انفجار دراجة نارية متوقفة عند منطقة القلعة، وسط كركوك". وأكد الطبيب صباح محمد امين مدير عام صحة محافظة كركوك حصيلة الضحايا. وجاءت الهجمات غداة مقتل نحو 28 شخصا واصابة ما لا يقل عن 65 بجروح، وفقا لمصادر امنية وطبية. وتعرضت منطقة الكاظمية حيث مرقد الامام الكاظم (سابع الائمة لدى الشيعة الاثني عشرية) ومقر الاستخبارات العسكرية، مساء الخميس الى هجوم واسع بتفجير سيارتين مفخختين احداها انتحاري وسقوط سلسلة هاونات على منطقة الكاظمية، في شمال بغداد. وكشفت مصادر امنية عن اعتقال انتحاريين اثنين خلال الهجوم عند مقر الاستخبارات العسكرية، مرجحة في الوقت ذاته انه كان يستهدف اقتحام المقر الذي يوجد فيه سجناء قياديون في تنظيمات ارهابية. غارة فرنسية وعلى صعيد آخر اعلنت فرنسا انها نفذت صباح الجمعة اولى ضرباتها الجوية في شمال شرق العراق ودمرت "مستودعا لوجستيا" لجهاديي تنظيم داعش بحسب بيان صادر عن قصر الاليزيه. وجاء في البيان: "شنت طائراتنا من طراز رافال في الساعة 9,40 هذا الصباح ضربة اولى على مستودع لوجستي لإرهابيي تنظيم داعش في شمال شرق العراق وتمت اصابة الهدف وتدميره بالكامل". واضاف البيان: ان "عمليات اخرى ستجرى في الايام المقبلة". وكان الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند اعلن الخميس في مؤتمر صحافي انه اجاز توجيه هذه الضربات، مشيرا الى ان فرنسا لن "ترسل قوات الى ارض المعركة" ولن تضرب في سوريا. وخلص البيان الى القول: ان "البرلمان سيتبلغ الاسبوع المقبل من رئيس الوزراء بشروط اشتراك قواتنا الى جانب القوات المسلحة العراقية والبشمركة لإضعاف داعش وبسط السيادة العراقية". وكان الرئيس الاميركي باراك اوباما اشاد الخميس بقرار فرنسا شن غارات في العراق، انطلاقا من قاعدة الظفرة التي تستخدمها فرنسا منذ 2009 وتبعد 30 كلم جنوب غرب ابو ظبي عاصمة الامارات العربية المتحدة. وكان الرئيس الفرنسي قال الخميس في مؤتمر صحافي عقده بالاليزيه: ان الاشتراك في "اولى العمليات" سيحصل "خلال فترة قصيرة" بعد تحديد الاهداف، موضحا انه حدد خطين احمرين للتدخل الفرنسي، هما "لا قوات على ارض المعركة" ولا تدخل خارج حدود العراق وبالتالي في سوريا. واستضافت باريس يوم الاثنين مؤتمرا دوليا حضرته الدول الخمس دائمة العضوية في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة ودول أوروبية وعربية وممثلون عن الاتحاد الأوروبي والجامعة العربية والأمم المتحدة. وكان الهدف من الاجتماع تنسيق استراتيجية عالمية ضد داعش. وكانت فرنسا بدأت طلعات استطلاع فوق العراق يوم الاثنين. وقبل أيام قليلة على تسليم أولى واردات الأسلحة الألمانية لشمال العراق توجهت الجمعة أول دفعة من مدربي الجيش الألماني إلى اربيل عاصمة كردستان العراق. وأقلع ستة جنود ألمان من قوات العمليات الخاصة وطبيب من قاعدة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في مدينة هون بولاية شليزفيج-هولشتاين شمالي ألمانيا متوجهين إلى اربيل لتدريب جنود أكراد على استخدام بنادق آلية ومدافع بازوكا ومسدسات ومعدات عسكرية أخرى. وتعتزم ألمانيا دعم الجنود الأكراد في مكافحة مليشيات تنظيم داعش بتوريد أسلحة. يذكر أن البرلمان الألماني "بوندستاج" أيد قرار الحكومة بتوريد أسلحة للأكراد في شمال العراق في أول سبتمبر الجاري. ومن المنتظر أن يحصل الجيش الكردي خلال الأسبوع المقبل على أسلحة مستعملة بقيمة 70 مليون يورو من ألمانيا. ويتم تدريب الأكراد على استخدام معدات عسكرية معقدة مثل الصواريخ المضادة للدروع من طراز "ميلان" في مدرسة المشاة الألمانية بمدينة هاملبرج بولاية بافاريا جنوبيألمانيا. ومن المقرر أن يحصل الجنود الأكراد في شمال العراق على 500 صاروخ من هذا النوع و16 ألف بندقية وملايين من ذخائر إطلاق النار لمكافحة تنظيم داعش. تأييد وتعليقا على التحالف الدولي ضد تنظيم داعش، أيد المرجع الشيعي الأعلى في العراق علي السيستاني الجمعة التدخل الأجنبي ضد تنظيم داعش في بلاده عقب هجمات جوية أمريكية وفرنسية لكنه دعا إلى ضوابط صارمة. وقال المتحدث باسم السيستاني الشيخ عبد المهدي الكربلائي في خطبة الجمعة: إنه حتى لو كان العراق بحاجة إلى مساعدة من الاشقاء والاصدقاء في قتال الإرهاب الأسود، فإن الحفاظ على سيادته واستقلال قرارته له أولوية قصوى.