نفت القوات الدولية بقيادة حلف شمال الأطلسي (الناتو) الأربعاء ما يتردد عن أن أحد غاراتها الجوية تسببت في وقوع قتلى ومصابين بين المدنيين بشرق أفغانستان. وكان عبدالحبيب سيد خيلى رئيس شرطة إقليم كونار قد قال: إن أربعة مدنيين على الأقل كانوا قد لقوا حتفهم، كما أصيب عشرة آخرين في غارة جوية أمريكية بالإقليم. وقال سيد خيلى لوكالة الأنباء الألمانية: إن الجنود الأفغان ورجال الشرطة تعرضوا لهجوم من قبل مسلحي طالبان في الساعات الأولي من أمس في منطقة نارانج. وأضاف إنهم طلبوا مساعدة الناتو، وإن طائرات الحلف استهدفت المتمردين مما أسفر عن مقتل سبعة منهم. وأوضح «بسبب استخدام المتمردين لسكان القرى كدروع بشرية، قتل أربعة مدنيين في هجوم جوي وأصيب عشرة آخرين». وقال الناتو: إنه لم يسجل وقوع خسائر بشرية أو أضرار بأي مبانٍ خلال العملية. وأضاف «لم يرد تقرير ميداني حول حدوث خسائر بشرية بسبب نشاط الحلف في أي عملية مؤخرًا بإقليم كونار». وكتب إيميل فائزى المتحدث باسم الرئيس الأفغاني حامد كرزاي على صفحته على موقع تويتر للتواصل الاجتماعي إن الرئيس «أدان بشدة الغارات الأمريكية التي قتلت وأصابت مدنيين بينهم نساء وطفل». وكان كرزاي قد طلب من القوات الأمنية الأفغانية عدم استدعاء الدعم الجوي للناتو «في أي ظروف» مشيرًا إلى أن ذلك يوقع ضحايا بين المدنيين. وقالت الرئاسة الأفغانية في بيان: «حسب الأنباء التي تلقيناها من حاكم (إقليم كونار) فقد قتل 11 مدنيًا، بينهم طفلان وامرأتان في قصف جوي أمريكي». وقد اتهم كرزاي خلال الأعوام الأخيرة الولاياتالمتحدة مرارًا بقتل مدنيين، ما أدى إلى المزيد من التدهور في العلاقات بين واشنطنوكابول مع اقتراب موعد انسحاب قوات حلف شمال الأطلسي بحلول أواخر العام الحالي. وقد رفض كرزاي مشيرًا إلى الضحايا المدنيين ضمن أسباب أخرى توقيع معاهدة أمنية ثنائية مع واشنطن تنص على بقاء قوة أمريكية في أفغانستان بعد انتهاء مهمة الأطلسي بغية مساعدة القوات الأفغانية على مواجهة تمرد حركة طالبان. سياسيًا دعا الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الثلاثاء مرشحي الرئاسة في أفغانستان عبد الله عبدالله وأشرف غني إلى التوصل لاتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية وسط تزايد المخاوف من اندلاع اضطرابات جديدة. وتأتي هذه الدعوة فيما أعلن عبدالله عبدالله فوزه في الانتخابات على خصمه غني، ما أضعف الآمال بالتوصل إلى اتفاق لتقاسم السلطة. وبموجب اتفاق تم بوساطة أمريكية وافق المرشحان على إجراء عملية تدقيق في ثمانية ملايين صوت بإشراف الأممالمتحدة وعلى تشكيل حكومة وحدة مهما كان الفائز. وجاء في بيان للمتحدث باسم بان كي مون أن «الأمين العام يدعو مرشحي الرئاسة الأفغانية عبدالله عبدالله وأشرف غني أحمد زاي إلى التوصل لاتفاق لتشكيل حكومة وحدة وطنية بما يتناسب مع التعهدات التي تم التوصل إليها في 12 يوليو». وقال البيان: «إن هذه لحظة مهمة بالنسبة لأفغانستان، ويجب إرساء شراكة حقيقية لمعالجة التحديات العديدة التي تواجه أفغانستان». وأضاف «نظرًا إلى حجم هذه التحديات فإنه لا يمكن مواجهتها إلا بشكل مشترك». وقال الأمين العام: إن النتائج النهائية لعملية التدقيق التي اكتملت في الرابع من سبتمبر ستنشر قريبًا. وثمة مخاوف من أن تتحول الاحتجاجات إلى أعمال عنف، وخصوصًا أن عبدالله يحظى بتأييد الطاجيك وغيرهم من الجماعات الأفغانية الشمالية، بينما يحظى غني بتأييد قبائل البشتون وغيرها من قبائل الجنوب والشرق.