كشفت أبحاث سويسرية أن هناك خلايا في أنف الإنسان، تسهم في إعادة إنماء الغضاريف في أجزاء أخرى من الجسم، مثل مفاصل الرُكبة بعد حوادث الإصابات الرياضية مثلا. وأوضح الباحثون في جامعة "بازل" السويسرية، في دراستهم أن الخلايا الغضروفية الأنفية من المحتمل أن تفيد في مجالات أخرى مثل جراحات التجميل، ويقوم الأطباء عادة بإصلاح الغضاريف عن طريق إنماء الخلايا الغضروفية في المختبر، ومن ثم زرعها في المفاصل أثناء الجراحة، ورغم أن هذه التقنية تستخدم منذ عقود، إلا أن نتائجها وخاصة فيما يتعلق باستبدال الغضاريف في المفاصل، لا يمكن التنبؤ بها دائما. لكن الباحثين كشفوا من خلال دراستهم الحديثة، أن بعض الخلايا الغضروفية الموجودة في الأنف تتفوق على أية خلايا أخرى في إعادة نمو الغضاريف، وأشاروا إلى أن الخلايا الغضروفية الأنفية، لكونها قريبة للغاية من الخلايا التي تنمو في الدماغ، تحتفظ بقدرة أعلى على التكاثر، مع الحفاظ على خصائص التجدد الذاتي. وللوصول إلى نتائج البحث، استخلص الباحثون خلايا غضروفية من الأنف، وتم إنماؤها في المختبر، وزراعتها في ماعز مصابة بعيوب في غضاريف الركبة. واختار الباحثون حيوانات الماعز لإجراء التجارب، لأن تشريح مفاصلها يشبه مثيله لدى البشر، كما أن السماكة النسبية لغضاريف الماعز، قريبة من سماكة الغضاريف البشرية. وأظهرت التجارب أن الخلايا الغضروفية الأنفية يمكنها البقاء حية في بيئة المفاصل، ومن ثم المشاركة في عمليات الإصلاح بداخلها، كما يمكن إعادة برمجتها لتصبح متوافقة مع الخلايا الغضروفية المفصلية، ووجد الباحثون أنه بعد 6 أشهر من إجراء العملية، استطاعت الخلايا الغضروفية الأنفية أن تصلح عيوب غضاريف الرُكبة في تلك الحيوانات تمامًا.