منحت إيطاليا مدربها الجديد أنطونيو كونتي بداية قوية، واحتاجت إلى عشر دقائق فقط لتعادل حصيلتها الاجمالية من الأهداف في كأس العالم لكرة القدم بعد فوزها على هولندا التي كانت تخوض مباراتها الأولى تحت قيادة جوس هيدينك. وبالكاد افتقدت إيطاليا ماريو بالوتيلي -الذي استبعده كونتي بعد الانتقادات التي وجهت لأداء المهاجم غريب الأطوار في كأس العالم من زملائه-، وحطم الثنائي الهجومي النشيط المكون من تشيرو ايموبيلي وسيموني زازا الدفاع الهولندي في انتصار مقنع 2-صفر. لكن كونتي سيشعر بالقلق من الاعتماد كثيرًا على هذا الأداء؛ لأن المباراة انتهت عمليًا في الدقيقة العاشرة حين أصبحت هولندا تلعب بعشرة لاعبين، بينما أحرز المنتخب الايطالي هدفه الثاني. وغاب عن هولندا -التي تأهلت لقبل نهائي كأس العالم- أرين روبن وكلاس يان هنتيلار ورفائيل فان دير فارت في أول مباراة لمدربها هيدينك (67 عامًا) في ثاني فترة له مع الفريق. ولم تكن الجماهير التي بلغ عددها 48 ألفًا في باري استقرت على مقاعدها عندما تلقى إيموبيلي كرة طويلة من فوق الدفاع الهولندي، وتجاوز الحارس يسبر سيلسن ليسجل في المرمى الخالي بعد ثلاث دقائق فقط. وأضاف دانييلي دي روسي الهدف الثاني بعد سبع دقائق أخرى بعد تعرض زاتزا في أولى مبارياته الدولية لإعاقة من برونو مارتنز إندي الذي حصل على بطاقة حمراء بقرار قاسٍ. وقال كونتي لمحطة راي التلفزيونية: «بعيدًا عن النتيجة أردت رؤية رد فعل من اللاعبين، وكان إيجابيًا من ناحية الجهد والقوة وأفكار كرة القدم التي نرغب في إدخالها». وأضاف «هناك لاعبون ناضجون هنا وشباب أيضًا بوسعهم أن يصبحوا أبطالًا. الطريق طويل للغاية لكن مثلما أقول دائمًا الفوز يساعد». وكان المنتخب الإيطالي لا يزال يترنح جراء خروجه من الدور الأول في كأس العالم عندما سجل هدفين فقط في مبارياته الثلاث وهي أسوأ حصيلة له منذ 1966. واستقال تشيزاري برانديلي من تدريب الفريق على الفور، وقال: إن الإيطاليين فقدوا الاهتمام بفريقهم الوطني الذي فاز بكأس العالم أربع مرات. وأدخل كونتي أسلوب لعب 3-5-2 الذي كان يستخدمه في يوفنتوس حيث فاز بدوري الدرجة الأولى الإيطالي ثلاث مرات في ثلاث سنوات. وكان بوسع إيطاليا التي سيطرت على المباراة زيادة النتيجة قبل نهاية الشوط الأول. وتصدى سيلسن لتسديدة زاتزا بعد كرة هيأها له إيموبيلي، ثم رد زاتزا الهدية بتمرير الكرة بصدره إلى إيموبيلي الذي سدد فوق العارضة. وأطلق روبن فان بيرسي تسديدة منخفضة مرت أمام المرمى في هجمة هولندية نادرة في بداية الشوط الثاني، لكن إيطاليا كانت الأقرب للهدف الثالث حين وضع البديل ماتيا ديسترو الكرة برأسه خارج المرمى بعد تمريرة عرضية من مانويل باسكوال. وقال كونتي: «كان الفريق استثنائيًا الليلة. أنا مقتنع أنه بالعمل الشاق يمكننا تحقيق أشياء جيدة». وتلتقي إيطاليا خارج ملعبها مع النرويج في مباراتها الافتتاحية بتصفيات بطولة أوروبا 2016 يوم الثلاثاء القادم.