تسبب هبوط القادسية قبل سنوات بقتل روح الكرة في المنطقة الشرقية، فقد ترك الساحة دون أي منافس للاتفاق مما تسبب بعدم رهان على وجود ديربي يجمع أبناء الدمام والخبر، وجاء الاحتراف وقضى على ما تبقى لهما فتم هجرة اللاعبين المميزين. -- وكان لذلك أن ظلت القيمة الفعلية لمباريات الاتفاق والقادسية كما هي اليوم مثل الصفر على الشمال، فقد تم تفريغ لغة التحدي والإثارة والقوة والمنافسة حتى أصبحت المدرجات خاوية. -- الإبداع والامتاع كانا أحد أبرز العوامل في امتلاء المدرجات، فقد ولدت المتعة والإثارة من رحم التنافس والتحدي الاتفاقي القدساوي من خلال أن كل من كان يمثل الفريق يعي القيمة الفعلية لفريقه، فقد كان النادي بمثابة البيت الثاني لكل لاعب، أما اليوم فالقيمة تمثلت في كلما أصبحت مميزا عجلت بانتقاله عن هذا الفريق فليست هناك انتماءات. -- أجواء المباريات في الماضي تختلف اختلافا كبيرا عما عليه الآن، فقد كانت الروح القتالية عالية ورغبات الانتصارات طاغية والحرص الاداري أكبر والحضور الجماهيري أكثر، ووسط هذه الرطوبة العالية فقد لا يتجاوز الحضور نصف نصف الألف. -- اليوم يلتقي الفريقان الاتفاق والقادسية لقاء سيكون خالي الدسم، فلا روح ولا عطاء ولا قيمة ولا حضور لقاء ليس في دوري جميل فكيف سيكون اللقاء؟ -- الطموحات تغيرت فما كان بالماضي هدفا يسعى الكل له أصبح غير أهمية، فبطولة كأس الخليج للأندية كانت ذات قيمة تحرص الأندية على المشاركة فيها، ومباريات الديربي الشرقاوي كانت ذات قيمة وجمال ومتعة وإثارة الجماهير تتشوق لحضورها والإعلام يستنفر لبسط مساحات واسعة، أما اليوم فقط الميدان الرياضي لجريدة اليوم الوحيد الذي سيعطي اللقاء مساحة مقبولة. -- حتى من لم يكن يشجع أحد الفريقين كان حريصا على الحضور للملعب لمشاهدة لقاءات الاتفاق والقادسية بسبب ان دكة البدلاء مميزة فكيف بمن هم أساسيون؟ أما اليوم فحتى من يشجع الفريقين ومن كان حريصا على الحضور نسي ان هناك لقاء بين الفريقين. -- سبحان الله في السابق مع كل التقدير للمنتمين للقادسية كانت نقاط مبارياتنا مع القادسية مضمونة ليس بسبب ضعف فريق القادسية، بل لان الاتفاق كان يملك محاربين وليس لاعبين، فقد كان اللاعبون ينظرون لكل مباراة على انها حرب وليس مباراة، حرب لابد ان نحقق فيها الفوز فالخسارة كانت مؤلمة فمن لديه مشاعر الألم اليوم؟ -- لن يكون غريبا أن يكون هناك من لاعبي الفريقين من يشجع أحد الفرق الكبيرة حتى وان كان يلعب مع فريقه، فهل يتساوى عطاء من يكون له انتماء لفريقه يشاركه ويضحي له ومن يلعب لأهداف غير ذلك؟