تدخل المنطقة الشرقية اليوم "الجمعة" مرحلة مناخية متغيرة، حيث تكون الرياح شمالية بسرعات عالية تستمر حتى منتصف الاسبوع المقبل، مع انخفاض درجات الحرارة ليلا وتراجع الرطوبة النسبية مؤديا الى الاحساس بالتحسن في الطقس، ويصاحب ذلك كثافة اقبال المتنزهين على البحر كما بدت الحركة منذ امس في كورنيش الدمام و"الهاف مون" في اول اجازة اسبوعية بالموسم الدراسي، وتتزامن هذه المتغيرات الجوية مع ظهور نجم سهيل في سماء الشرقية الذي يؤخذ مؤشرا تقريبيا لنهاية فصل الصيف، وبداية فعلية لانحسار موجة الرطوبة اعتبارا من نهار الجمعة مترافقا بهبوب الرياح الجافة والتي تعمل على الشعور بحرارة معتدلة نسبيا. ويعد نجم سهيل ألمع النجوم وثاني ألمع النجوم ليلاً بعد الشعرى اليمانية ويبعد عن الأرض 313 سنة ضوئية، وهو من النجوم التي يسهل مشاهدتها هذه الايام، ثم يرتفع في السماء بشكل واضح خلال فصل الشتاء، وتقاس المتغيرات الفصلية بظهور سهيل مع اقتراب وصول الأرض أثناء دورانها حول الشمس إلى نقطة الاعتدال الخريفي، الذي يقلل من تعامد الأشعة الشمسية وبالتالي ميل الأجواء نحو البرودة تدريجياً. من جهتهم، أشار خبراء الطقس الى ان الساحل الشرقي مُقبل على استقرار جوي مميز خلال الايام المقبلة، خاصة في تراجع معدلات الرطوبة وتحول الرياح الى شمالية بما ينعكس على الحالة الجوية بشكل عام، وكذلك انخفاض درجات الحرارة الذي تلوح معه بوادر خريف مبكر هذا العام بقدوم مرتفع جوي من الغرب مترافقا مع كتلة هوائية معتدلة الحرارة، فيما لا تزال الفرصة مواتية لنشاط الغبار حتى يوم غدٍ السبت الذي يساعد على انخفاض في مدى الرؤية الافقية بالأماكن المفتوحة والطرق الخارجية، وتزايد سرعة الرياح في ساعات النهار، ثم تتراجع منتصف الاسبوع المقبل. وتغطي سماء المملكة اليوم تشكيلات من السحب المتوسطة تتطور الى عواصف رعدية تعمل على تساقط الامطار الغزيرة في الغربية والجنوبية نتيجة تأثير منخفض البحر الاحمر اعتبارا من اليوم، مع نشاط رياح شمالية غربية، وتكون درجات الحرارة في بداية ومنتصف الاربعينيات في معظم المناطق، ومن المتوقع ان تهطل الامطار الغزيرة والرعدية بمشيئة الله في مساحات واسعة من منطقة جازان نهاية الاسبوع، وكذلك عسير والباحة ممتدة الى منطقة مكةالمكرمة. وفي سياق متصل بيّنت النماذج المناخية بوادر تشكل منخفض جوي وسط البحر الأبيض المتوسط، والذي يؤدي الى رياح شمالية باردة ورطبة على اجزاء من اوروبا ودول المغرب العربي في الجهات المقابلة، حيث تعمل حركة الشمس الظاهرية المتجهة نحو الجنوب على انخفاض مستوى الحرارة في الاجزاء الشمالية من القارة الأوروبية، وبالتالي تبدأ الفروقات الحرارية الأفقية بالظهور بمصاحبة النشاط المتزايد حاليا في الغلاف الجوي، والذي من شأنه حدوث بعض المتغيرات في انظمة الغلاف الجوي وبالتالي توقع امتداد التأثير الى المملكة خلال فصل الخريف. ويعد هذا الاحتمال واردا بشكل كبير خاصة عندما ينكمش منخفض الهند الاستوائي، فيما يبدأ التأثير المباشر بتيارات الهواء البارد متتابعة بعد منتصف سبتمبر الجاري، والتي تتهيأ لها ظروف مناخية مواتية وفق قياسات الرصد وبما يوفر سهولة الوصول الى اجواء المملكة، واستندت هذه التنبؤات الى مؤشرات عديدة سواءً في المتكرر فصليا، أو الحالة الراهنة بملاحظة زمن ممتد بالغطاء السحابي في سماء المملكة، مأخوذا في حسابات المتابعة لحركة الغلاف الجوي بما فيها المنخفضات الموسمية والعوامل المصاحبة لها بشكل عام.