هذه الظاهرة العالمية بجميع أشكالها شرٌ عالميٌ لا دين له ولا هوية ولا انتماء إنما هو ثقافة الموت والعنف بجميع أنواعه. الإسلام منه بريء.. دينُ الفطرة والرحمة والرأفة والأمن والسلام يرفض العنف ويدعو إلى ترك كل ما يدفع للعنف والاعتداء على الآخرين بأي أسلوب كان، حتى نفس الإنسان وبواسطة الإنسان نفسه يرفضها، فالانتحار محرّم شرعاً «وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَة». وهو من أكبر الكبائر بعد الشرك بالله تعالى، لأنه قتلُ نفسٍ حرّمها الله عز وجل «وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ» الإسراء آية 33 ونفس الإنسان ملك لله تعالى وليس لصاحبها: « وَلاَ تَقْتُلُواْ أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ عُدْوَانًا وَظُلْمًا فَسَوْفَ نُصْلِيهِ نَارًا وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللّهِ يَسِيرًا» النساء الآية 29/30 اعتداء الإنسان على نفسه بقتلها حرام فما بال إزهاق أرواح الأبرياء الآمنين، واستخدام العنف ضدهم؟! للإرهاب أكثر من تعريف إلاّ أن تعريف المجمع الفقهي الإسلامي بمكة المكرمة أشمل فكل ما يمارسه أفراد أو جماعات أو دول بغياً على الإنسان ديناً ودماً وفكراً، ومالاً بغير حق إرهاب، وكذلك صنوف الترويع والتخويف والأذى والتهديد والقتل بغير حق إرهاب، وكل فعل من أفعال العنف فرديا كان أو جماعيا بهدف البلبلة ونشر الذعر بين الناس إرهاب، وتعريض حياة الآخرين أو حرياتهم أو أمنهم وأمانهم وأمن أموالهم للخطر إرهاب، والضرر بالبيئة وتعريض الموارد الوطنية الطبيعية للخطر ونشر الفوضى وقلب المفاهيم إرهاب، كذلك العبث بالمرافق والممتلكات العامة أو الخاصة وكل صور الإرهاب فساد بكل ما تعنيه هذه الكلمة والله لا يحب المفسدين «وَلا تَبْغِ الْفَسَادَ فِي الأرْضِ إِنَّ اللَّهَ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ». كل أنواع الإيذاء والترويع والقتل مرفوض لا يقره دين ولا شرع، وكل عدوان موجه ضد أبرياء معصومين إرهاب وفساد في الأرض خاصة من لا حول لهم ولا قوة كالأطفال والنساء والشيوخ، فسلب الأمن والطمأنينة قمة الإرهاب والجرائم الإنسانية على وجه الأرض!! والكارثة الحقيقية هي الحلقة الأضعف الأطفال والمراهقين الذين يُستغلون فكرياً والأسوأ إقحامهم في قتال لا تدركه عقولهم ولا يعرفون أبعاده وليس لهم القدرة على تحديد ماهية ما يجري حولهم. البيانات الصادرة عن حقوق الإنسان تبين أن عدداً كبيراً من الأطفال والمراهقين جُِّندوا قسراً أو خطفاً أو تعرضوا لصدمات كفقد الآباء، أو برغبة لا واعية متأثرين بالأحداث والتجنيد كان من قبل السلطات الحكومية، أو الجماعات المتطرفة أو الثوار في أكثر من عشرين دولة من الدول النامية. ما ذنب هؤلاء الأبرياء أن يوضعوا في هذا المستنقع وهم في هذه المرحلة العمريّة قتلة لا يعرفون جريمتهم ومقتولون لا يعرفون سبب قتلهم؟!. أما المراهق فيهم الذي تشبَّع بثقافة الموت فيرى حياته في الموت لا في البقاء والاستمرار في الحياة والله وحده أعلم بما سيئول مصير جيل كهذا !!. الدولة رعاها الله لها جهود ريادية بارزة في مكافحة الإرهاب فهي رائدة بكل المقاييس العالمية في مواجهة الإرهاب والتطرف ومكافحته أمنياً وفكرياً، وما دعم خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز -حفظه الله- للمركز الدولي لمكافحة الإرهاب ب100 مليون دولار إلاّ حرص منه على تعزيز جهود مكافحة الإرهاب ومساهمة كريمة تنبع من رؤية حكيمة لقائد حكيم.