قوبل اختيار النمر العربي شعارا لدورة الخليج العربي ال22 لكرة القدم والتي ستقام في السعودية في شهر نوفمبر 2014م باستهجان واستغراب، دونما سبب ظاهر لهذا الاستهجان والاستغراب، واعتبره البعض خروجا عن المألوف، بعدم وضع الشعارات المعروفة التي تستمد دائما من الحياة في الخليج كاختيار الجمل او الحصان أو الصقر ونحو ذلك، كل هذا في حد المعقول، لكن أن تعتبر الناس ان اختيار النمر العربي فيه غرابة فهذا امر غريب بحد ذاته، فالنمر العربي لمن لا يعرف هو من الحيوانات الثديية اللاحمة (آكلات اللحوم) والتي تتبع فصيلة السنوريات، وهي إحدى سُلالات النمور. حيث يُعتبر النِمر العربي أكبر وأقوى أنواع القِطط العربية، ولكنه يبقى الأصغر حجماً بين سُلالات النمور جميعها، والتي تنتشر في قارتي آسيا وأفريقيا، وتعتبر هذه السلالة مهددة بصورة حرجة عبر موطنها بأكمله الذي يشمل اليوم السعودية وجنوب سوريا، وفلسطين، الإمارات، اليمن، وعُمان، يعني أنه مرتبط بحياة الخليج ارتباطا وثيقا يجدر باتخاذه شعارا لمنافسة كرة قدم، لما لهذا الحيوان من مميزات رائعة، وموطنه العربي. لكن تظل المطالبات وأذواق الناس أمر من المحال فهمه وتحقيقه في أي مجال، وخلال تشرفي بحضور مراسم القرعة التي كانت رائعة بمعنى الكلمة، والتحدث إلى جمع من الحاضرين لفت نظري المطالبة التي غلفت بسخرية وطرافة بالمطالبة باختيار «الضب» شعارا للدورة كونه الاقرب والاكثر والاشهر على المستوى المحلي خصوصا في أوساط الشباب. مرت تسعة عشر يوما بالتمام والكمال على فراق والدتي صاحبة الفضل في حياتي منذ الولادة وحتى تجاوزت العقد الخامس من العمر، ولم اعش في حياتي حزنا بحجم ما عشته بعد فراقها، اذ تملكني الحزن عليها رغم ايماني بقضاء الله وقدره وحتمية هذا الفراق المر، وحولني الحزن من العقد السادس الى طفل لم يتجاوز السادسة من عمره، فيارب ارحم والدتي في قبرها وانزل عليها السكينة والنور، واجعلها في العليين مع الشهداء والابرار، اللهم ارحم موتانا وموتى المسلمين، واغسلهم بالماء والثلج والبرد ونقهم من الذنوب والخطايا كما ينقى الثوب الابيض من الدنس، قولوا معي «آمين».