كشف مصدر إسرائيلي كبير أمس، بأن التقديرات الإسرائيلية بأن محادثات القاهرة مصيرها الفشل، هي ليست تقديرات بقدر ما هي قرار سياسي اتخذ في المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر "الكابينيت". وتوقع مسؤولون سياسيون إسرائيليون، أن تبادر فصائل المقاومة الفلسطينية لإطلاق القذائف الصاروخية مساء اليوم، أي قبل انتهاء الهدنة بساعات، وذلك لعلمهم أن فصائل المقاومة ستتلقى قبل ذلك الموعد ردا إسرائيليا من شأنه أن يفجر المحادثات ويعيدها إلى المربع الأول. وقالت مصادر فلسطينية كبيرة: إن الرئيس عباس سيقوم بزيارة عاجلة الى القاهرة، يوم الجمعة المقبل، لإنقاذ المفاوضات التي لم تثمر عن أي اتفاق منذ أسبوعين، وفي هذا الإطار كان د. صائب عريقات سلّم خالد مشعل رئيس حركة حماس في قطر رسالة خاصة من الرئيس أبو مازن، ولم يعرف بعد إذا كانت تتضمن اقتراحاً باصطحابه معه إلى القاهرة. وأضافت المصادر، أن عريقات اجتمع في الدوحة برئيس المكتب السياسي لحماس خالد مشعل، ونقل إليه رسالة من الرئيس الفلسطيني محمود عباس (أبو مازن) يحثه فيها على قبول المبادرة المصرية ومواصلة المفاوضات على أساسها. كما تباحث عريقات ومشعل في انضمام فلسطين إلى محكمة الجنايات الدولية كي تكون كل الفصائل الفلسطينية ملتزمة بتلك المواثيق، بما فيها حماس. فيما قال مسؤولون فلسطينيون متواجدون في القاهرة للتفاوض: إن الرئيس الفلسطيني سيتوجه إلى قطر لمقابلة خالد مشعل، وأوضح المسؤولون الفلسطينيون أن عباس سيلتقي، الثلاثاء، مشعل وأمير قطر الشيخ تميم بن حمد ال ثاني. نقطة الصفر من جهة أخرى، قال المحلل السياسي الإسرائيلي باراك رافيد، أمس: إن إسرائيل عادت بعد نحو شهر من القتال إلى نقطة الصفر بل إلى ما قبل نقطة الصفر، فيما قال المعلق في القناة الثانية، عميت سيغال، إن نتنياهو واقع في مأزق فهو من ناحية لا يريد تحقيق مكاسب سياسية لحركة حماس، تماشياً مع الرأي السائد في الحكومة والجمهور الإسرائيلي، وفي الوقت ذاته يريد توقف إطلاق الصواريخ تلبية لطلب الجمهور الإسرائيلي، ولا يمكنه تحقيق الأمرين في آن واحد. محادثات القاهرة ستتفجر على الأرجح في الساعات القليلة القادمة، وأوضح نائب رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، موسى أبو مرزوق، أن رئيس حكومة الاحتلال، بينيامين نتنياهو، رفض المبادرة المصرية وأعاد المفاوضات إلى مربعها الأول، مشيراً إلى أن فصائل المقاومة لن تقبل بتمديد الهدنة المؤقتة مرة أخرى. وأكد أبومرزوق في تصريحات عبر صفحته على "الفيس بوك" بأن التهدئة التي تنتهي منتصف الليلة، قد لا تجدد لمرة ثالثة، مؤكدا ان الوفد لن يتنازل عن حقوق الشعب الفلسطيني. وأضاف أن نتنياهو أسير للتناقضات الداخلية، فقد خاض الحرب بشقيها الجوي والبري وخسرهما، ولم يحقق أهدافه التي وضعها لنفسه. وأشار إلى أن الوفد الفلسطيني عاد من مشاوراته، ودراسته للورقة المصرية، وسيلتقي، الاثنين، بالجانب المصري. تعديلات "سيئة" في ذات السياق، قال قيس عبد الكريم عضو الوفد الفلسطينيبالقاهرة: إن إسرائيل اقترحت تعديلات "سيئة وغير مقبولة" على الورقة المصرية، لافتا إلى أنه لم يتم تحقيق تقدم في المجادثات التي أجريت يوم أمس. وكشف أن نزع سلاح المقاومة أبرز التعديلات الإسرائيلية المقترحة على الورقة المصرية. وعلى حد قول محافل سياسية رفيعة المستوى، فإنه "اذا لم تستأنف النار ضد اسرائيل، يحتمل أن ندخل الى وضع من التهدئة بلا اتفاق". وشددت هذه المحافل على أنه "توجد حاجة الى طول نفس. الحملة لم تنته وقد يستغرق هذا مزيدا من الوقت. وبالتوازي تحاول القاهرة منع انهيار المفاوضات غير المباشرة. فقد اقترحت المخابرات المصرية على اسرائيل والفلسطينيين، الاعلان عن وقف نار دائم واستئناف المحادثات على تسوية بين الطرفين بعد شهر. وحسب التقدير، ستعنى المفاوضات بكل المسائل الجوهرية، بما فيها طلب حماس لميناء ومطار في قطاع غزة، وطلب اسرائيل استعادة جثتي الملازم هدار غولدن والعريف أول اورون شاؤول. ونقلت صحيفة "معاريف" عن وزير في الكابينت الإسرائيلي أن الحكومة تفضل أن تكون حماس هي الجانب الذي يفجر المحادثات، في ظل الضغط الدولي على إسرائيل ومصر للتوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار. وقالت الصحيفة: إنه في ظل الضغوط الأمريكية والأوروبية على إسرائيل من أجل إنجاح المحادثات، تأمل الحكومة الإسرائيلية بأن تكون حماس هي الجانب الذي يفجر المحادثات. ونقلت عن الوزير الإسرائيلي: يحظر علينا أن نبدو (الولد السيئ) حيال الجهود المصرية لتثبيت وقف إطلاق نار طويل الأمد، فكم بالحري حينما تتعرض مصر وإسرائيل لضغوط من الولاياتالمتحدة وأوروبا من أجل تخفيف الحصار على قطاع غزة من أجل المساهمة في إعمارها. وحول السؤال: ماذا سيحصل الليلة في حال لم يتم تمديد الهدنة؟ يوضح المسؤول بأن "كل محاولة من جانب حماس لتجديد إطلاق القذائف على إسرائيل سيرد عليه بهجمات عنيفة على قطاع غزة". في هذا السياق وفي خطوة وصفها موقع "nrg" العبري بأحادية الجانب قررت إسرائيل والحديث على لسان مصدر سياسي رفيع توسيع منطقة الصيد المسموح لصيادي غزة العمل بها إلى 3 أميال بحرية مؤكدا ان عملية توسيع المنطقة تمت في المناطق التي سادها الهدوء الأمني فقط .