فلان يفبرك أو هذه فبركة، كلمة عادة تتداول على المستوى الإعلامي والشعبي، وتعني أن فلانا من الناس يخدع أو يكذب على الآخرين من خلال فبركة المواقف والأعذار والحقائق، وفي نفس الشيء يقال عن وسيلة الإعلام تفبرك الخبر أو تصطنع أمورا ليست في أرض الواقع. وعلى المستوى من الضفة الأخرى لمن يفبرك الأمور هناك الشخص (البلاف)، وهو شخص (يبلف) و (بلاف) وهي صفة للشخص الذي يكذب على الآخرين ويتصف بصفة عدم الصدق والخداع، فيقال فلان لا تصدقه تراه بلافا. اليوم أصبح البلف والفبركة ذكاء اجتماعيا، والشخص من هذا النوع يلعب بالبيضة والحجر، ولكن ما أخشاه أن تكون تلك البيضة هي موارد الدولة وآمال وطموحات الناس، فإذا انكسرت البيضة ضاع كل شيء، وإذا ضرب الحجر زجاج الشفافية انكسر ذلك الزجاج. الاستشاري الأجنبي يبلف ويفبرك علينا وقد سلمنا بذلك حتى شبع وطفح، ولكنه في نفس الوقت خرج لنا فئة من البلافين والمفبركين لدرجة انك تحتار ما بين الطالب والمعلم، فالطالب أصبح بلافا كبيرا، فلم يعد فقط يلعب بالبيضة والحجر، ولكن يلعب بالعقول والفلوس، وأصبح الطالب أفضل من المعلم، فصار يبلف وبقوة عين على وزن (يعني قابلني) بالمصرية أو على وزن القصة الشعبية اما أنا أو النخلة، أو ابن فلان فواحد منهم لن يكون موجودا وقتها يوم يقع الفأس في الرأس والحساب. استشاريو البلف والفبركة خدمتهم ثورة المعلومات، فعالم البرامج الحاسوبية جعلهم اكثر احترافا في القص واللزق وسرعة التحضير والتقديم المنمق، ولكن شتان ما بين الافراط في التوقعات والواقع، المهم الوثائق تسلم وبعدين يحلها حلال، وأنا وأنت نلتقي على خير. البلاف الذي تعلم على يد أصدقائنا الأجانب قلبه أكثر جسارة منهم، وعينة قوية لأنه مواطن ومحسوب علينا، لدرجة أنه يبلف على الآخرين الذين لا حول لهم ولا قوة إلا الإنصات. كما يبدو أن صاحبنا البلاف شاطر وكمان أبو العريف، فعلاقاته الاحتشادية قادرة على الاحتشاد عند الطلب لترشيحه لقيادة فريق عمل البلافيين وخبراء الفبركة الاستشاريين. اليوم صاحبنا البلاف يفبرك كل شيء بنظره استراتيجية من أجل جيل المستقبل من الأهل والعائلة والارحام، فهو شخص كريم وغير اناني، وهو يؤمن بمقولة هارون الرشيد ( أذهبي حيث شئت فسوف يأتيني خراجك)، وهذه اللحظة في حياته عبارة عن المزيد من التزود من باب تزودوا لآخرتكم، وبما أن الناس في حالة من الهوس بأكل الفطير، فهو ينفذ الوصايا بان يأكل الفطير ويطير، وبعدين اذا ترك سنوات العسل روح دور له بين كومة من القشاشين. هؤلاء أشبه بالسرطان إذا استشرى في الجسم، فمن يقف أو من تسول له نفسه اعاقة الاعيبهم وفهلوتهم يقضون عليه، وبهذا فهم أشد من السرطان.