تحركت مجموعة ايرباص الأوروبية لصناعة الطائرات اليوم الأربعاء لتبديد المخاوف من موجة الغاءات للطلبيات وهو تحرك أدى إلى ارتفاع سهمها بدعم من نتائج أفضل من المتوقع للنصف الأول من العام ، وقال توم اندرز الرئيس التنفيذي لشركة ايرباص إن أسواق الطائرات العالمية لا تزال قوية رغم مخاوف من ان نمو النشاط في جنوب شرق آسيا ربما وصل الي ذروته وإلغاء عدد من الطلبيات وهو ما أثار قلق المستثمرين منذ معرض فارنبورو الجوي الذي أقيم هذا الشهر ، وقال اندرز "لا نقترب من نهاية الدورة أو من شفا كارثة... فسوق الطائرات التجارية لا تزال قوية جدا - رغم وجود بعض نقاط الضعف الإقليمية إلا أننا نستطيع التعامل معها" ، وكشف اندرز النقاب عن جانب متنام لكنه غير معروف على نطاق واسع في السوق التي تبلغ قيمتها 100 مليار دولار قائلا إن ما يقرب من نصف الإلغاءات الأساسية التي جرت منذ بداية العام نتجت عن التحول إلى طلبيات لشراء طائرات مختلفة وتجاوز حجم الحجوزات للقدرة الإنتاجية للشركة ، وتتضمن معظم الإلغاءات طائرات ضيقة البدن وهي أكثر القطاعات ازدحاما في السوق التي تعرض فيها ايرباص ومنافستها بوينج طرزا مطورة مثل ايرباص ايه320 نيو ، ومثلما تبيع معظم شركات الطيران تذاكر أكثر من المقاعد المتوافرة على طائراتها تحسبا لغياب بعض الركاب فان شركات صناعة الطائرات تبيع عددا من الطرز الضيقة البدن يفوق قدرتها الإنتاجية آخذة في الاعتبار أن بعض الشركات في قطاع الطيران الذي تحتدم فيه المنافسة لن تتسلم طائراتها ، ويعني ذلك أن شركات صناعة الطائرات تضطر إلى تعديل الطلبيات في سنة التسليم وإرجاء الطلبيات الأقل حجما إلى مواعيد لاحقة ، وقال اندرز إنه يتوقع المزيد من هذه الإلغاءات وأن تواجه بوينج نفس المشكلة عندما تقترب من إنتاج الطائرة 737 ماكس وهي طائرتها المطورة المخصصة للرحلات القصيرة ، لكنه نفى أن يكون ذلك تباطؤا في السوق ، ويقول محللون إن إيرباص هدأت على ما يبدو المخاوف بشأن الطلب في الوقت الحالي لكنها قد تواجه تحديا اكبر في سد فجوة بين الطرز القديمة والجديدة عند تطوير الطائرة ايه-330 الأكبر والتي دشنتها في معرض فارنبورو هذا الشهر ، ورغم ذلك يصر بعض المصرفيين على ان سوق الطائرات بلغت ذروتها ، وقفزت اسهم إيرباص 4.25 بالمئة إلى 45.56 يورو للسهم الساعة 1258 بتوقيت جرينتش بعدما هوت حوالي 8 بالمئة منذ معرض فارنبورو وسط مخاوف من احتمال ضعف دورة أعمال صناعة الطائرات التجارية أو احتمال اضطرار ايرباص لابطاء إنتاج الطائرة ايه-330 ، وتوقع اندرز "انخفاضا طفيفا" في الانتاج القياسي للطائرة البالغ عشر طائرات شهريا خلال فترة التحول من 2015 حتى 2017 ، وشملت نتائج النصف الأول زيادة 10 بالمئة في ربح العمليات الأساسية وستة بالمئة في الايرادات بدعم رئيسي من مبيعات طائرات الركاب والطائرات الهليكوبتر وهو ما جعل التوقعات الجديدة للشركة للعام 2014 تبدو "متحفظة الي حد كبير" وفق ما ذكره ساش توسا محلل شؤون قطاع الطيران والصناعات الدفاعية لدى اديسون لأبحاث الاستثمار البريطانية ، وفي الوقت نفسه أعطت إيرباص اقوى إشارة حتى الآن الي أنها تستعد لبيع حصتها البالغة 46 بالمئة في داسو افياسيون وهو ما يضع نهاية لترتيب مزعج بشكل متزايد للاحتفاظ بالحصة نيابة عن الحكومة الفرنسية ، كانت ايرباص ورثت الحصة عن شركة أيروسباسيال الحكومية السابقة مع مقر لها في باريس يطل على مضمار لسباقات السيارات دعم بيعه في الآونة الأخيرة أرباح إيرباص لنصف العام ، وكان صندوق التحوط تي.سي.آي قد وصف حيازة إيرباص للحصة في داسو بأنه "استغلال سيء لرأس المال" ودعا ايرباص الي بيعها ، وقال إندرز إن البيع لم يعد الآن "مسألة هل سيحدث أم لا ... وإنما متى سيحدث" لكنه رفض الادلاء بتعليق ردا على سؤال بشأن توقيت ذلك ، وقالت مصادر مطلعة إن إيرباص في مرحلة متقدمة من محادثات مع الدولة الفرنسية وعائلة داسو التي تمتلك 50.6 بالمئة في الشركة وإن من الممكن التوصل إلى اتفاق في وقت لاحق هذا العام ، وتملك الدولة حق الشفعة في أي صفقة.