الله أكبر الله أكبر لا إله إلا الله، الله أكبر الله أكبر ولله الحمد، إنه يوم العيد السعيد، اليوم الذي يجمع المسلمين في بقاع الأرض، يجمع المسلم بأخيه المسلم فيحس بعمق انتمائه لأمته الإسلامية، ويفرح بفضل الله الذي هداه «ولتكبروا الله على ما هداكم»، لنفرح حتى وإنْ كانت قلوبنا تنزف دماً وتشارك ألماً فتختلط بدماء ضحايا المجازر الأبرياء في غزةوفلسطين وسوريا والعراق لا حول ولا قوة إلاّ بالله. إظهار السرور في العيد من شعائر الدين وإن عاد بأي حال عاد، فقد أقر رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام مظاهر العيد، وكانت تقام مشاهد الفرح بالعيد ومظاهر السرور والبهجة بين يديه عليه أفضل الصلاة والسلام. عن عائشة رضي الله عنها: «كان يومُ عيد يلعب السودان بالدَّرَق والحراب، فلما سألتُ رسول الله صلَّى الله عليه وسلَّم قال: تَشتهين تَنظرين؟ فقلت: نعم. فأقامني وراءه، خدي على خده، وهو يقول : دونكم يا بني أرفدة، حتى إذا مَللتُ قال حسبك؟ قلت: نعم.قال: اذهبي» وفي رواية أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يومئذ: لتعلم اليهود أن في ديننا فسحة، إني أرسلت بحنيفة سمحة فلن تمنعنا جرائم صهيون في غزةوفلسطين ولا غيرهم من إظهار مشاعر الدين. نعم يجب أن نفرح في العيد بالرغم من مرارة ما نسمع وما نشاهد، فيوم عدو الإسلام قادم لا محالة والنصر آت بإذن الله، شهداؤنا في الجنة وقتلاهم في النار. لن نجعل العيد موسماً لفتح الجراح والنواح؛ لأننا على يقين بأن لنا رباً منتقماً جباراً سيهزم الصهاينة والطغاة ويمزقهم شر ممزق. كان رسول الله عليه أفضل الصلاة والسلام يستعيذ من الهم والحزن ويعجبه الفال فلنتفاءل، ولا شك أن من بعد عسر يسرا والليل يعقبه نهار ولكل بداية نهاية والعبرة بالنهاية. لن تدوم فرحة الصهاينة بإبادة الفلسطينيين، وسيأتي يومهم الذي يوعدون «وعزتي وجلالي سأنصرنكم ولو بعد حين». لن نقتل فرحة العيد في قلوب أطفالنا، ولن نمسح بسمة سعادة في وجوههم مع كل ما نراه من مشاهد تعصر المهج وتدمي القلوب لأننا واثقون بنصر الله، فلنجعلهم أيضاً يثقون بربهم القادر على أن ينتقم للأبرياء. نثق بالله ثم بجهود قادتنا المخلصين وسعيهم الذي لا ينقطع وعلى رأسهم والدنا الحبيب خادم الحرمين الشريفين- أطال الله عمره آمين- رجل الحكمة وسداد الرأي، فلن تتحرر فلسطين ولا شبر منها بالبكاء بل بالحكمة والرأي الرشيد. هنيئاً لشعب فلسطين المنتصر، أقول المنتصر وأجزم بأنكم منتصرون شهداء كنتم أو معتقلين، فليس من بينكم مهزوم، وإن انتصر اليوم عدوكم فما ذاك النصر إلاّ نصر مؤقت وسراب سيكشفه الله ويفضحهم جلت قدرته. صبراً غزة الحبيبة، حصاركم لن يطول، سيرفعه الله ويمددكم بعونه وجنوده التي لا تُرَى ويزلزل أقدامهم. نفرح في العيد ونشكر الله بأن بلّغنا رمضان وأتم علينا نعمة صيامه وقيامه، ولنتبادل التهنئة ولنتسامح ولا ننس صلة الأرحام والأقرباء والجيران والفقراء. تهنئة من الأعماق بعيد الفطر المبارك أعاده الله علينا وعليكم وعلى الأمة الإسلامية بالخير واليمن والبركات، أرفعها لمقام والدنا الحبيب عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده الأمين وولي ولي عهده والعائلة الكريمة والشعب وكل عام وأنتم بخير.