إليكم نتيجة لعلها لا تشكل مفاجأة كبيرة من الحزب الشيوعي الصيني، حين يتعلق الأمر باختيار وترقية أعضائه الذين يبلغ عددهم حوالي 87 مليون عضو، فإنه لا يقوم بعمل جيد في هذا المجال، وفقاً لما اعترفت به الدائرة التنظيمية للحزب الشيوعي؛ المحسوبية والفساد شائعان، وغالباً ما يكون مقياس الجدارة غائباً في اختيار كوادر الحزب، وفقاً لاستبيان أجرته صحيفة الشعب اليومية في السادس من يوليو أكثر من 3000 كادر محلي في 16 منطقة شاركوا في الإجابة على أسئلة الاستبيان، التي وزعتها الدائرة المختصة في الحزب بشؤون الموظفين، أظهر الاستبيان أنه حين تتنافس مجموعة من الكوادر للحصول على منصب معين، فإن كبار زعماء الحزب يستخدمون نفوذهم لضمان أن يحصل محاسيبهم على الترقية، كما أن ظاهرة شراء وبيع المناصب في الحزب منتشرة على نطاق واسع، كما قال الاستبيان. قال البروفيسور كاي ليهوي، وهو أستاذ للعلوم السياسة في جامعة جوانجزو سون سات سين، في مقال في صحيفة South China Morning Post: «كل هذا الفساد والسلوك الذي يتسم بالظلم، والتي بحثته الدراسة هو موجود منذ عقود في اختيار وتعيين المسؤولين، وهذا يعد نتيجة لغياب نظام للمساءلة والمحاسبة في الحكومة الصينية، لا يستطيع أي شخص أن يحد من سلطة المسؤولين في الحزب». أثناء الاستعداد للمؤتمر الثالث والتسعين للحزب في الأول من يوليو، طالبت الدائرة التنظيمية في الحزب بوضع تأكيد جديد على النوعية، وليس على الكمية في اختيار الأعضاء، وطردت 4 «نمور»، أي كبار المسؤولين، بسبب الفساد، وفي الأشهر الخمسة الأولى من هذا العام، قامت السلطات الصينية بالتحقيق مع 26,523 مسؤولاً، بمن فيهم 7 مسؤولين على مستوى الوزراء، على خلفية جرائم مرتبطة بواجبات وظائفهم، وفقاً لما ذكرته وكالة الأنباء الرسمية شينخوا في الثالث من يوليو. وفي حين أنه ربما يبدو أن النظام السياسي القائم على الحزب الواحد والمشهور بفساده في الصين لا يقوم بعمل جيدة في عملية الاختيار الذاتي، إلا أن النتائج الكئيبة للاستبيان ربما تظل تشكل مفاجأة للذين صنعوا اسماً لأنفسهم من خلال الثناء على النظام السياسي الصيني باعتباره متفوقاً على الديمقراطية الغربية. كتب صاحب رأس المال المغامر إريك لي في مجلة الشؤون الخارجية في وقت مبكر من السنة الماضية، في تعليق معروف: «ستتمكن بكين من مواجهة علل البلاد بنوع من النشاط والمتانة، وذلك بفضل قدرة التكيف لدى الحزب الشيوعي، ونظام الجدارة، والشرعية التي يتمتع بها النظام لدى الشعب الصيني، سيعمل زعماء البلاد على تصويب أوضاع نموذج الحزب الواحد، وفي هذه العملية سوف يتحدون الرأي التقليدي السائد في الغرب حول التطور السياسي والمسيرة التي تتراجع نحو الديمقراطية الانتخابية». لا بد أن اعتراف الحزب بوجود الفساد ونقاط الخلل الخطيرة سيكون مثيراً للاكتئاب لدى الكثير من الذين يهتفون للصين، من أمثال لي.