في بادرة إنسانية، والتفاتة تعكس ترابط وتضافر كافة أطياف المجتمع، انطلقت مؤخرا حملة ترميم المنازل للأسر المحتاجة، والتي ولِدت فكرتها لدى الدكتور فيصل العزام وتبنتها جمعية العمل التطوعي بالمنطقة الشرقية، وذلك بتدشين العمل في أول منزل يتم ترميمه ضمن المشروع في مدينة الخبر. وعبر علي النعيمي 56 سنة وهو ابن صاحب المنزل عن مدى فرحة أسرته بتبني جمعية العمل التطوعي مشروع ترميم المنزل الخاص بهم، والذي يجمع في ثناياه أكثر من عشرين نفساً، علمًا أن المنزل قد شارف على الخمسين عامًا منذ إنشائه، حيث يقع في أقدم أحياء الخبر (مدينة العمال)، وشكر النعيمي كل من ساهم في إعادة ترميم المنزل سواء بالدعم المادي أو المعنوي أو حتى شارك بالدعاء. وذكر فيصل العزام صاحب المبادرة التطوعية والإنسانية لترميم منازل الأسر المعوزة أن هناك كثيرين من الناس لا يتأخرون عن القيام بأي عمل لتخفيف معاناة الفئات المحتاجة في المجتمع، ودعماً للقيم الإسلامية وتعزيزاً لقيم التكافل الاجتماعي ومفاهيم المسؤولية الاجتماعية في مجتمعنا، وتجسيدا للسلوك الحضاري للمجتمعات؛ كونه أفضل الأعمال التي يقوم بها المسلم؛ لأنه يأتي بدافع فعل الخير للآخرين بنية الحصول على الأجر والثواب من الله دون مقابل مادي أو معنوي، لقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (خير الناس أنفعهم للناس)، ولنشر ثقافة العمل التطوعي وأهميته في تنمية المجتمعات والتركيز على استقطاب الشباب لإكسابهم الخبرات والاستفادة من وقت فراغهم وطاقاتهم. وعن تعاون فريق الشرقية التطوعي، قال: المبادرة بترميم وصيانة المنازل للأسر المحتاجة والفقيرة بالتعاون مع جمعية العمل التطوعي بالدمام بإشراف منال القحطاني، وتحديداً فريق الشرقية للعمل التطوعي ليكون معنا في هذه المبادرة مشرف الفريق حسن الشهري، ويتكون الفريق من 300 عضو متطوع ومتطوعة في جميع التخصصات، وتم الاجتماع الأول بمقر الجمعية ومناقشة المبادرة ووضع خطة العمل ومعايير اختيار المنازل، وتحديد المناطق والعدد المستهدف للبيوت والجهات الداعمة للبرنامج، ورأينا أن يكون عدد المنازل المستهدفة عشرة منازل بالمناطق الدماموالخبر والثقبة والظهران والمناطق المجاورة، وتم تحديد بعض الشركات والمؤسسات الداعمة للبرنامج لتوفير الاحتياجات والمواد اللازمة للترميم والصيانة من أدوات صحية للسباكة والأدوات الكهربائية والأثاث والسيراميك والمطابخ والصبغ والديكور. وأضاف العزام: تم اختيار أول منزل بعد زيارة الفريق وإعداد التقرير اللازم وبدء العمل وهو في مدينة الخبر بمدينة العمال للمواطن مبارك النعيمي، والذي يعول أسرة مكونة من عشرين نفسا بالمنزل، ورغبنا أن يكون هذا البرنامج في شهر رمضان المبارك لما فيه خصوصية وزيادة في الأجر والثواب دون غيره من الشهور، وكان الرسول صلى الله عليه وسلم أجود ما يكون في شهر رمضان، أجود من الريح المرسلة، أسأل الله أن يتقبل منا وأن ينفع بنا وللجميع وكل من ساهم في هذا العمل المبارك. وفي السياق ذاته، قالت رئيسة القسم النسائي بجمعية العمل التطوعي منال عبدالله القحطاني: إن الجمعية تقدم عدداً من الخدمات التطوعية للجهات التي تقوم ببرامج وأنشطة غير ربحية للصالح العام، ويختلف دور الجمعية من مبادرة لأخرى، ففي مبادرة ترميم مباني الأسرة المتعففة، تضطلع الجمعية ممثلة بفريق الشرقية التطوعي بإدارة الفعالية، ويقوم المتطوعون بالعمل الميداني حتى إنجاز المهمة، وفي مثل هذه المبادرات تركز الجمعية على جودة العمل وتنظيم المتطوعين وتدريبهم وتقديرهم. وهذه المبادرة تنقسم إلى قسمين: قسم يقوم عليه المتطوعون الشباب ويشمل البناء والترميم كاملاً، وقسم يقوم عليه البنات المتطوعات وهو الديكور والناحية النفسية وأيضا تأهيل تلك الأسر لمواجهة الحياة وتوفير الوظائف على حسب احتياجهم. وكشفت القحطاني عن آلية العمل في مشروع الترميم وتقسيم المجموعات فيه، حيث قالت: لكل برنامج منهجيته الخاصة في التنفيذ، وهذا ينعكس على قدرات المتطوع، فالمتطوعون في النهاية يعتبرون كوادر بشرية كأحد عناصر أي مشروع، لذا فكل متطوع له مهمته المحدد من خلال تصميم البرنامج، وهذا يحتم استقطاب متطوعين لهم مهارات مطابقة لكل مهمة في حالة كون المهام تحتاج مهارات وخبرات خاصة، وبشكل عام تعتبر الجمعية أن العمل التطوعي من أهم مصادر اكتساب المعرفة والخبرة؛ لذا نوظف شغف المتطوعين بدمجهم مع أصحاب الخبرات لاكتساب تلك المهارات والمعرفة عن طريق التعليم بالخدمة المجتمعية.فالعمل مقسم على الشكل التالي: أولاً.. قسم الكشف الميداني الأولي على المبنى، ويتكون من مهندسين متخصصين لكتابة تقارير لتحديد احتياجات كل المنازل، وأيضا يقوم قسم بنفس الوقت على المسح الميداني للحالة الاجتماعية لتلك الأسر وتحديد ما يلزم لتأهيلهم وتطويرهم وتقديم الدعم النفسي، كل على حسب احتياجه، ثانيًا.. قسم يقف على البناء والترميم وسيلازمون المهندسين عند بدء البناء ليتمكنوا من إتقان تلك المهارات ليستخدموها مستقبلا، أما القسم الأخير.. هو قسم الديكور وتجهيز المنازل، علمًا أن عدد المنازل 10 والمدة المتوقعة للعمل سنة كاملة. واختمت القحطاني حديثها قائلة: الإقبال كبير والحمد لله خصوصا أن المتطوعين يتواجدون طوال أيام العمل بلا كلل ولا ملل طوال أيام شهر رمضان المبارك. ومن أبرز المحفزات هو عبارات الشكر والإحساس بالقبول من تلك الأسر، فهي غالبا ما تتعامل مع المتطوعين كأبناء لهم، أما العقبات التي قد تواجهنا فهي زيادة المدة المحددة للترميم خصوصا بشهر رمضان المبارك.