بدأوا بتكفير الحكام، ثم أعوان الحكام من الجند وسائر من يعمل معهم، ثم انطلقت فئام منهم إلى تكفير المجتمعات برمتها في لوازم متتالية يفضي إليها منهج الغلو والضلال، وقد ذهب ضحية لجهالاتهم المنكرة هذه أعداد من الأبرياء من المسلمين في بلادنا خاصة في سلسلة من أحداث التفجير والعنف، ومن آخرها حادثة شرورة التي ذهب ضحية لها رجال مسلمون صائمون يحرسون ثغرا من ثغور الإسلام، نسأل الله أن يتقبلهم في عباده الصالحين من الشهداء. بل إن شر هؤلاء الغلاة في عصرنا قد نال مفهوم الجهاد الشرعي الصحيح، ففي بلاد مثل سوريا قدم هؤلاء الغلاة هدية لا يحلم بمثلها طاغية دمشق حيث قتلوا أربعين من القيادات المطلوبة له فضلا عن الآلاف من الثوار المجاهدين ضد ظلم النظام الأسدي!. ونفس اليدين اللتين تلطختا بدماء أبرياء الشام هما من ينصب صاحبهما نفسه خليفة على المسلمين ليظهر في شريط مسجل يقول لهم: لقد وليت عليكم ولست بخيركم! فمن الذي ولاك يا هذا؟. مجهول يوليه مجموعة من المجاهيل يسميهم أهل الحل والعقد؛ وكأن منصب الخلافة الشرعي الرفيع الشريف لعبة في أيدي الغلمان والمجاهيل!. إن كشف منهج الضلال هذا والذي أصبح أصحابه مطية لأجهزة استخبارات إقليمية ودولية يتلاعبون من خلاله بمعالم الإسلام وبأصل عظيم من أصول الدين وهو الجهاد في سبيل الله هو واجب من واجبات الوقت، وهنا يأتي دور العلماء والدعاة والمصلحين والمربين في البيان الذي لا يجوز شرعا تأخيره عن وقت حاجته حماية للمعتقد الصحيح؛ وإبراء للذمة أمام الله جل وعلا ونصحا للأمة، وإرشادا للشباب عن أن تتخطفهم أيدي أعداء الإسلام تحت عناوين براقة ليكونوا وقودا محرقة يديرها أبالسة الإنس والجن لتمزيق بلاد المسلمين وهدم عرى الإسلام عروة عروة. ألا هل بلغت، اللهم فاشهد. تشفير يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (رحمه الله) عن الخوارج: «هم جُهَّال فارَقوا السُّنة والجماعة عن جهل».