وصلنا لنهاية المشوار لمونديال غريب الأطوار , بدايته مثيرة , ووسطه فضيحة، ونهايته للكبار بالمناصفة بين الكرتين الأوروبية واللاتينية, وهما الأكثر جاذبية فنا وإنجازا ونجوما. منذ البداية كانت الشرارة بخروج العمالقة من الدور الأول وهم حامل اللقب أسبانيا وإيطاليا وإنجلترا, وتقديم كولمبيا وكوستاريكا وتشيلي والمكسيك مستويات مذهلة رجحت كفة الكرة اللاتينية على الأوروبية في مشهد مهين لمنتخبات كبيرة. وما بين المشهدين الأوروبي واللاتيني, هناك ضيافة شرف كالعادة لمنتخبات آسيا, ومحاولات جادة لمنتخبات القارة السمراء ممثلة في المنتخب النيجيري. أما المشهد الذي لن ينساه العالم, فهو دراما السباعية من الماكينات الألمانية في الشباك البرازيلية, وربما تكون هذه المحطة في مونديال 2014 طاغية على مشهد النهائي , كلما تحدث التاريخ عن هذا المونديال. لا يمكن أن نسرد حكاية مونديال السامبا عن الدور الذي قدمه البطل الكولمبي رود روجيز في مشاهد عديدة نالت إعجاب العالم ليس تهديفا فقط. بل حتى لعبا وفنا ومهارة, وهو الوجه الجديد الذي قدمته كرة القدم لمنافسة القطبين رونالد وميسي, لكن بقاءه في نادي موناكو الفرنسي قد يقلل من حظوظه في نجومية الكبار في الدوريات الأوروبية. وسيكون للمونديال البرازيلي لغة أخرى لو نجح اليوم ميسي في ترجيح كفة بلاده على ألمانيا ورفع كأس العالم في البرازيل, ولهذه المعادلة ألف حكاية لو تمت الليلة, وستكون الرواية أقرب لسباعية الماكينات في السامبا, فكلاهما يحمل فصولا لها معان كثيرة في عالم كرة القدم, خاصة الوجع البرازيلي والفرح الأرجنتيني. حكاية الأسطورة مارادونا في بلاده قد تتكرر مع ميسي الذي فعل كل شيء في عالم كرة القدم, إلا حمل كأس العالم مع الأرجنتين, والفرصة ستكون سانحة له اليوم, لتقديم نفسه كنجم أسطوري لمنتخب بلاده, وليس فقط لأنصار برشلونة وعشاق فنه, والعامل المشترك بينهما هو العمر المونديالي. فالأول حقق لقب كأس العالم مع الأرجنتيني وعمره 26 سنة عام 1986 م، والثاني يلعب المونديال الحالي وعمره 26 سنة , فهل يحقق ميسي معادلة مارادونا ؟