النزال الأخير على لقب كأس العالم 2014 سيكون بين ألمانيا والأرجنتين، وذلك بعدما عبرت الأخيرة من دون لمعان، لتقابل «المانشافت» في إعادة لنهائي 1986 و1990. ركلات الترجيح حملت الارجنتين الى نهائي المونديال بتغلبها على هولندا 4-2، اثر تعادلهما سلبا في الوقتين الاصلي والاضافي، في مباراة نصف النهائي التي بدت مملة، بعكس لقاء المانيا والبرازيل (7-1). مباراة لم يختلف الوضع في فتراتها طوال الدقائق ال90، اذ ان الانضباط التكتيكي المفروض على اللاعبين جعل الإيقاع بطيئاً، وكبّل حركة البعض منهم، بحيث إن المبادرات الهجومية اقتصرت على اريين روبن من جهة هولندا، وليونيل ميسي وإيزكيال لافيتزي من جهة الارجنتين. روبن عانى الرقابة المزدوجة، حيث إنه في كل مرة تسلّم فيها الكرة حاول لاعبان ارجنتينيان تضييق المساحة عليه ومحاولة دفعه بعيداً عن منطقة الجزاء، في المقابل، لم يظهر ميسي إلا في بداية اللقاء من ركلة حرة سددها بين يدي الحارس الهولندي يسبر سيليسن، وبعدها تلاقى "البرغوث" مع لقبه، حيث اختفى تماماً، وبدا ميسي عبئاً على زملائه في خط الوسط تحديداً، اذ لم يكن يشارك في الحالة الدفاعية، تاركاً لهم تنظيف المنطقة خلفه، فقام لوكاس بيغليا وخافيير ماسكيرانو بمجهودٍ رهيب، أما الأسوأ، فهو أن ميسي لم يشارك احياناً في الحالة الهجومية، وتحديداً عند انطلاق إنزو بيريز على الجهة اليسرى، حيث ظهر في لقطاتٍ عدة وكأنه يتمشى على ارض الملعب!. وبالحديث عن بيريز، فإنه يحتاج الى الكثير من اجل تعويض انخيل دي ماريا المصاب، اذ ان الفراغ الذي خلّفه الاخير كان واضحاً بحيث تقلّصت فعالية الارجنتين بشكلٍ رهيب، ليضطر المدرب اليخاندرو سابيلا الى اخراج افضل لاعب في الدوري البرتغالي مع بنفيكا اواخر الشوط الثاني ويشرك سيرجيو اجويرو العائد من الاصابة، اضافة الى رودريجو بالاسيو الذي حلّ مكان لافيتزي، حاضر غائب آخر كان في المباراة، هو الكابتن الهولندي روبن فان بيرسي، الذي استمر في تقديم مستوى مخيّب للمباراة الثالثة على التوالي، ما اضطر المدرب لويس فان غال الى الدفع بالبديل كلاس يان هونتيلار علّه يغيّر شيئاً في الأداء والنتيجة السلبيين، وهو كان التبديل الثالث له، وبالتالي لم يتمكن من الدفع بحارسه الاحتياطي تيم كرول المتخصص بركلات الترجيح تماماً كما فعل امام كوستاريكا في ربع النهائي ليحسم اللقاء. المباراة الخشنة، شهدت إهدار بالاسيو لأسهل فرصة في المونديال عندما انفرد تماماً بسيليسن اثر كرة امامية عالية، لكنه اختار الخيار الخاطئ عندما لعبها برأسه بين يدي الحارس الهولندي الذي التقطها بسهولة، ليذهب الحسم الى ركلات الحظ. وفي ركلات الترجيح تألق الحارس الارجنتيني سيرجيو روميرو بتصديه لرون فلار وويسلي سنايدر، بينما سجل اريين روبن وديرك كويت، اما الارجنتينيون فلم يهدروا اي ركلة حيث سجل لهم ليونيل ميسي وإيزكيال جاراي وسيرجيو اجويرو وماكسي رودريجيز. الملفت ان المنتخب الهولندي فشل في التسجيل للمباراة الثانية على التوالي حيث لعب 240 دقيقة امام كوستاريكاوالارجنتين دون ان يجد روبن وفان بيرسي طريق الشباك، بعدما مارسا هذه الهواية منذ بداية كأس العالم ومرة جديدة يثبت كأس العالم انه عقدة مستعصية ل"الطواحين". فيما "التانغو" الذي بلغ المباراة الختامية يلعب بحذر شديد وبدون خطورة، ومع ذلك صار ميسي على بعد 90 دقيقة فقط من ازاحة الاسطورة دييجو ارماندو مارادونا كأفضل لاعب انجبته الارجنتين في تاريخها، بالرغم ان ما قدمه "البرغوث" في 2014 لا يقارن بما قدمه مارادونا عام 1986 في المكسيك.