بعدما حالف الحظ المدرب لويس فان جال المدير الفني للمنتخب الهولندي لكرة القدم وأثمرت التغييرات التي أجراها، تأهل الفريق إلى المربع الذهبي ببطولة كأس العالم للمرة الثانية على التوالي. ويأمل فان جال، الذي أجاد بشكل هائل في الناحية الخططية بالمونديال الحالي، في أن يحالفه الحظ مجددا ليقود الفريق إلى الفوز على نظيره الأرجنتيني اليوم الأربعاء في المربع الذهبي لبطولة كأس العالم 2014 بالبرازيل، وبلوغ المباراة النهائية المقررة يوم الأحد المقبل. ولجأ فان جال إلى تعديل وتغيير خططه مجددا في مواجهة المنتخب الكوستاريكي بدور الثمانية للبطولة، وربما يرغب في تعديل جديد خلال المواجهة المرتقبة اليوم. وقدم فان جال (62 عاما) كل ما هو صائب في المونديال الحالي، بداية من الدفع ببدلاء من أجل تسجيل أهداف مؤثرة وحتى الدفع بالحارس البديل تيم كرول في لقاء كوستاريكيا ليتصدى لركلات الترجيح، حيث لعب حارس المرمى البديل دورا رائعا في عبور الفريق لعقبة كوستاريكا في مدينة سالفادور يوم السبت الماضي. ولكنها ليست المرة الأولى التي تنقذ فيها الخطة البديلة المنتخب الهولندي خلال المونديال البرازيلي. وفي دور الستة عشر، كان المنتخب الهولندي متأخرا بهدف أمام نظيره المكسيكي، ولكن فان جال لجأ لتغيير خططه في الملعب وذلك خلال فترة الراحة بين الشوطين ليقلب تأخره إلى فوز ثمين 2/1؛ بفضل هدفين أحرزهما ويسلي شنايدر وكلاس يان هونتلار من ضربة جزاء. وفضل فان جال طريقة اللعب 5/3/2 والتي لجأ إلى تغييرها في وقت متأخر من مباراة المكسيك إلى 4/3/3، كما لجأ لتغيير آخر في مواجهة كوستاريكا بالاعتماد على ثلاثة رؤوس حربة هم: روبن فان بيرسي وآريين روبن وممفيس ديباي، لتصبح الخطة 3/4/3. كما يجتهد اللاعبان ديرك كويت ودالي بليند في الجناحين الأيمن والأيسر، كما يتراجعان للخلف أحيانا من أجل تعزيز الناحية الدفاعية. وكان أحد أسباب هذا التغيير هو غياب لاعب الوسط نيجل دي يونج بسبب الإصابة، التي حرمته من استكمال المونديال مع الفريق، إضافة إلى الثقة في أن المنتخب الكوستاريكي سيتراجع بشكل كبير للدفاع. وقال فان جال: "كان علي إيجاد البديل للاعب دي يونج وإجراء تغيير في نظام اللعب؛ لأنني شعرت بأن إمكانات المنتخب الكوستاريكي أقل من نظيرتها لدى المكسيك وتشيلي.. اعتقدت أن بإمكاني إصابتهم بشكل أكبر من خلال الدفع بثلاثة رؤوس حربة، ولكننا لم نر هذا بالفعل لأننا لم نستطع هز الشباك". ولم يكن هذا لافتقاد الفريق الرغبة في الهجوم، ولكنه كان للتألق الرائع من قبل حارس المرمى الكوستاريكي كيلور نافاس، الذي حرم الهولنديين من فوز كبير. وتصدت العارضة والقائم لتسديدتين من ويسلي شنايدر، كما أطاح الدفاع الكوستاريكي بكرة من على خط المرمى اثر تسديدة من روبن فان بيرسي لترتطم بالعارضة وتضيع الفرصة. وتمثل المواجهة مع الأرجنتين تحديا أكثر روعة، ولن تكون مفاجأة أن يلجأ فان جال لتغيير جديد في خطة اللعب خلال مباراة الغد في ساو باولو. ولم ينبهر فان جال كثيرا بما قدمه المنتخب الأرجنتيني في دور الثمانية، والذي فاز فيه التانجو على المنتخب البلجيكي 1/صفر، بينما اعترف فان جال بعد فوز فريقه على كوستاريكا بركلات الترجيح بأنه شاهد الشوط الأول فقط من مباراة الأرجنتينوبلجيكا، مشيرا إلى أن أداء المنتخب الأرجنتيني تراجع واقتصر على كبح جماح المنافس، وذلك بعدما تقدم الفريق بهدف مبكر لجونزالو هيجوين في شباك بلجيكا. وقال فان جال: "المنتخب الأرجنتيني فريق متميز، ولديه لاعبون أقوياء يمتلكون مهارات فردية رائعة مثل ليونيل ميسي، ولكن هذا لم يحدث (من الهجوم الأرجنتيني) خاصة في الشوط الأول". وبعد أربعة انتصارات متتالية، حقق فان جال الفوز على كوستاريكا بركلات الترجيح بعد تاريخ كبير لخسارة الهولنديين عبر ركلات الترجيح في البطولات الكبيرة. ولكن الفريق الحالي للطاحونة يختلف عن المنتخبات الهولندية في الماضي، حيث لا يتسم لاعبوه بالأنانية، وإنما بحرص اللاعبين الكبار مثل فان بيرسي وروبن وكويت وشنايدر ودي يونج على مساعدة اللاعبين الشبان، إضافة لوجود الإصرار داخل الفريق على خوض المباراة النهائية باستاد "ماراكانا" الأسطوري. وبزغت الروح الجيدة بالفريق خلال معسكر الفريق بالبرتغال قبل المشاركة في المونديال، واستمرت في مقر معسكر الفريق بمدينة ريو دي جانيرو البرازيلي. وبدا اللاعبون دون حاجة إلى تدخل فان جال في هذه الناحية. ويستمتع فان جال، الذي يترك المنتخب الهولندي بعد المونديال ليتولى تدريب مانشستر يونايتد الإنجليزي، بحظ جيد في المونديال الحالي، بعدما أثمرت تغييراته الخططية وتبديلاته في اللاعبين.