رغم سيطرة الدول ذات السطوة الاقتصادية الكبرى على الأدوار النهائية من مونديال البرازيل 2014 كما تحدثنا سابقًا إلا أن الدول ذات الاقتصادات الناشئة كالمكسيك، وسويسرا، والجزائر، وتشيلي، واليونان، ونيجيريا، والأورجواي، تركت بصمتها بقوة، وأحرجت الدول العظمى، واستطاعت التأهل إلى الدور الثاني من البطولة العالمية ومقارعة أعتى القوة العالمية (كرويًا واقتصاديًا). وفيما يلي نبذة قصيرة عن اقتصادات تلك الدول، وما القدرات والإمكانيات التي تمتلكها. المكسيك تعتبر المكسيك واحدة من أكبر الاقتصادات في العالم وتعتبر قوة إقليمية ومتوسطة، بالإضافة إلى ذلك، كانت المكسيك أول عضو من أمريكا اللاتينية ينضم لمنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية (منذ عام 1994)، وتعد دولة ذات دخل أعلى من المتوسط. وتعتبر المكسيك من الدول الصناعية الجديدة وقوة ناشئة، وتمتلك الناتج المحلي الإجمالي الاسمي الثالث عشر والحادي عشر من حيث تعادل القدرة الشرائية. ويرتبط اقتصادها بقوة بشركائها في اتفاقية التجارة الحرة في أمريكا الشمالية وخصوصًا الولاياتالمتحدة. وتواصل المكسيك تسجيل نمو اقتصادي مطرد خلال السنوات الأخيرة في طريقها لإزاحة البرازيل عن مكانتها كأكبر اقتصاد في أمريكا اللاتينية. كما أنها ستزيح -وفقًا لهذه التقديرات- بحلول العام 2022 البرازيل عن المرتبة السادسة بين اقتصادات العالم التي يتوقع لها بلوغه ذلك العام. وتعد المكسيك أكبر دول أمريكا الشمالية في مجال تصنيع السيارات، متجاوزة كنداوالولاياتالمتحدة مؤخرًا. وتنتج الصناعة مكونات معقدة من الناحية التكنولوجية، وتشارك في بعض أنشطة البحوث والتنمية. ويعمل في المكسيك 5 شركات كبرى لصناعة السيارات هي: (جنرال موتورز، وفورد، وكرايسلر، فولكس فاجن، ونيسان). سويسرا تصنف سويسرا ضمن الدول ذات الاقتصاديات المتوسطة في العالم، وفي ظل غياب الموارد الطبيعية -باستثناء مياه الكتل الجليدية والبحيرات والأنهار-، يعتمد الاقتصاد السويسري كليًا على الصادرات، التي تتميز بقيمة مضافة عالية. وتعتبر سويسرا من أكثر بلدان العالم ثراءً حسب دخل الفرد إذ يصل دخل الفرد من الناتج المحلي الإجمالي إلى 67,384 دولار أمريكي. كما أن زيورخ وجنيف احتلتا متتاليتين المركزين الثاني والثالث في ترتيب أعلى مستوى للحياة في مدن العالم. ويعود ارتفاع دخل الفرد إلى مستوى عال، نتيجةً لتنوع الأنشطة الاقتصادية حيث تُمارس الزراعة في الوديان المنخفضة وفوق الهضبة الوسطي، وتبلغ نسبة العاملين بالزراعة حوالي 4% من القوة العاملة، وتنتج سويسرا 50% من حاجتها من المواد الزراعية، وأهم الغلات الحبوب، مثل القمح، إضافة إلى البطاطس والفاكهة مثل التفاح والعنب. وتشتهر سويسرا بمنتجات الألبان، وتصدر للخارج كميات كبيرة، ولا تفي الزراعة بحاجة السكان، وتغطي الغابات مساحات كبيرة في الأراضي السويسرية، غير أن البلاد فقيرة الموارد المعدنية، وكذلك وضعها في مواد الطاقة، غير أنها غنية بالقوة الكهربائية المولدة من المساقط المائية، وتشتهر بالصناعات الدقيقة كالساعات، والآلات الدقيقة، والأدوات الطبية، والكيميائيات والأدوات الكهربائية. وتعتبر الصناعة دعامة الدخل القومي السويسري، وتشكل السياحة موردًا هامًا في الدخل السويسري إلى جانب تداول الأوراق المالية على مستوى العالم. الجزائر يصنف الاقتصاد الجزائري كرابع أضخم سوق في المنظمة العربية وضمن البلدان الستة التي يرتكز فيها الناتج المحلي العربي. ويشكل النفط والغاز الطبيعي المسيّل ثروة البلاد الرئيسية، وتشكل 97% من المداخيل فيها. ويقدر الناتج الخام المحلي للاقتصاد الجزائري ب183.41 مليار دولار أمريكي، ويساهم بنسبة 8.08 % من الناتج الخام المحلي العربي ليحتل بذلك مرتبة رابع أقوى وأضخم اقتصاديات المنطقة للعام الثاني على التوالي. وتعتبر الجزائر ثالث دولة مصدرة للغاز الطبيعي عالميًا، وتملك طاقة إنتاجية من الغاز الطبيعي تزيد عن 152 مليار متر مكعب سنويًا، وتقوم بتزويد الدول الأوروبية بنسبة 10% من اجمالي حاجياتها من الغاز الطبيعي، وهي تحتل المرتبة 12 عالميًا من حيث تصديرها البترول، حيث تصدر يوميا 1.4 مليون برميل من البترول. كما تعتبر ثالث أكبر الدول العربية استقطابًا للاستثمار الأجنبي.