يقعد الشاب زكريا أحمد الحسن على كرسي متحرك، ويعيش زكريا البالغ من العمر 27 عاما حالة من الحزن والألم الكبيرين، وعندما بدأ بوصف حالته تساءل مستغربا :" كيف يتم تجاهلي حتى وأنا في أصعب ظروفي وشدة ألمي مما أعانيه من ألم المثانة والجرح الكبير في الأسفل، خاصة بعدما رفضت جميع المستشفيات علاجي ومساعدتي"، وتابع زكريا سرد قصته كاملة فقال :" عندما كان عمري 15 سنة تقريبا، وقع لي حادث أقعدني على هذا الكرسي المتحرك، وأفاد التقرير الطبي أنني مصاب بكسر في الفقرة القطنية الثالثة مع شلل نصفي كامل، وكذلك كسور مضاعفة .. مع إصابة في الأوعية الدموية في الطرف السفلي الأيمن. وأجريت عملية بتر للرجل اليمنى فوق الركبة في 19 مارس الماضي، كما أجريت أخرى لتثبيت كسر الفقرة القطنية الثالثة بنظام الربط المعنق، فهذا الحادث غير حياتي كثيرا، ففي بداية الحادث كنت لا أستطيع الحركة نهائيا، وكنت طريح الفراش حتى بعد إجراء العمليات والتي لم تكن موفقة نهائيا، وبعد مناشدتي لصاحب السمو الملكي الأمير عبدالعزيز بن فهد آل سعود بعلاجي جاءت الموافقة، وشعرت بالأمل الكبير حيث تم إرسالي لأحد المستشفيات الكبيرة في ألمانيا، وأجريت لي عدة عمليات حتى استطعت أن أجلس وأتحرك، إلا أنني لا أستطيع المشي، وهذه نعمة كبيرة من الله تعالى، فكانت العمليات في العمود الفقري ووضع جهاز للتحكم في البول، وعندما عدت إلى أرض الوطن شعرت بالإحساس الجميل، ومع مرور الوقت بدأت أشعر بألم الالتهابات في المثانة، وجميع مستشفيات المملكة التي ذهبت إليها لا يعرفون علاجي، وجميعهم رفضوني وخاصة مستشفى الملك فهد الذي لم يقدر حالتي سواء في مشكلتي مع المثانة أو ما أعانية من وجود جرح عميق سبب لي معاناة كبيرة من الألم وارتفاع الحرارة، ولي ثلاث سنوات وأنا على هذا الحال، خاصة معاناتي مع الجرح، والغريب في الأمر أن دكتور الجراحة رفضني، وقال لي بالحرف الواحد ( بكيفي متى ما أردت عمل العملية أعملها !) فهل هذا رد يصدر من طبيب ؟!، وفيما يخص المثانة .. فأنا أعاني كثيرا من الألم وشدته، وقد أجريت تحاليل في أحد المستشفيات الخاصة بعد أن راجعت المستشفيات الحكومية، وقالوا لي لا يحق لك المراجعة، دون أن أعلم السبب، فقمت بدفع تكاليف هذه التحاليل، فكل ما أطالب به الموافقة على علاجي بالخارج، لأن أصعب المشاكل التي تواجهني عدم وجود متخصصين لمشكلتي، ولدي موعد في ألمانيا ومهم جدا، وكل ما أردت الذهاب لم أجد أي تجاوب من الجهات المختصة، حتى مضى على الموعد أكثر من أربع سنوات، ولا أعلم ما سبب هذا المنع، وأريد الاطمئنان على حالي وصحتي، كما أنني أريد التأكد من سلامة جهاز التحكم في البول، وهنا كلما سألت الأطباء أشعروني بأنهم لا يستطيعون تشخيص حالتي، فأنا إنسان أريد أن أعيش حياتي وأكون مستقبلي وأتزوج، وكل ما أريده الموافقة على تجديد موعدي مع المستشفى الذي أجرى لي العمليات في ألمانيا والسماح لي بالذهاب، حتى وجودي في منتخب الاحساء لكرة السلة للمعاقين ومشاركاتي لم تشفع لي بالعلاج"، ومن جانبه تحدث زكريا فقال :" أعمل حاليا في بيع الأكلات الخفيفة من أجل الاعتماد على نفسي وجمع المال الذي يساعدني على تكوين حياتي"