قالت قطر الأحد أن لديها معلومات بأن الرئيس السوري بشار الأسد سيوقع في نهاية المطاف على خطة السلام العربية التي تستهدف إنهاء حملة القمع الدموية ضد المتظاهرين المناهضين للحكومة بعد أسابيع من المماطلة، وعقب يوم من طرح روسيا لمشروع قرار في مجلس الأمن بإدانة نظام دمشق تزامن مع تحذير الجامعة العربية للرئيس السوري «للمرة الأخيرة» بأن الملف السوري سيتولاه المجتمع الدولي. ويجتمع وزراء الخارجية العرب في مصر يوم الأربعاء وقد يقررون طرح الخطة على مجلس الأمن الدولي مما يجعلها الأساس لأي جهود دولية أوسع نطاقا لإرغام الأسد على إنهاء العنف. وقال وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني للصحفيين على هامش اجتماع في الرياض أن لديه معلومات تشير الى أن الأسد سيوقع على الخطة لكنه لم يذكر مزيدا من التفاصيل. ويرأس الشيخ حمد اللجنة الوزارية العربية المعنية بسوريا والتي أوصت بأن تناقش الجامعة طرح خطتها على مجلس الأمن الدولي. ونقلت قناة تلفزيون العربية تصريحات الشيخ حمد . وعلقت جامعة الدول العربية عضوية سوريا وفرضت عقوبات عليها بسبب رفض الأسد قبول خطة السلام التي تدعو دمشق الى إنهاء إراقة الدماء والإفراج عن السجناء وسحب القوات من المدن وبدء محادثات مع المعارضة وإرسال مراقبين عرب لمتابعة الوضع على الأرض. ولم ترفض دمشق الخطة صراحة لكنها تماطل منذ اسابيع قائلة إن الطلب الخاص بنشر مراقبين قد يمثل انتهاكا لسيادتها. وتقول الأممالمتحدة ان 5000 شخص معظمهم من المدنيين قتلوا خلال عشرة أشهر من التظاهرات في سوريا. وقال وزير الخارجية العماني يوسف بن علوي بن عبد الله للصحفيين في الرياض إنه متفائل بشأن توقيع سوريا على خطة السلام العربية قبل اجتماع الجامعة العربية يوم الاربعاء. وأضاف «متفائل بأن تتجاوب سوريا خلال 24 ساعة وتتعاون مع الجامعة العربية وأن توقع على هذا البروتوكول الذي طرحته الجامعة العربية»، مشيرا الى أن هذا البروتوكول جاهز. وقال وزير الأمن العراقي فارح الفياض أنه سيتم التوقيع على البروتوكول العربي اليوم الاثنين في الجامعة العربية .. وهذا يعتبر بداية طيبةكما أكد فارح الفياض مستشار الأمن القومي وزير الأمن الوطني العراقي أن سوريا ستوقع (اليوم) على المبادرة العربية. وأشار إلى أنه جاء لمصر من دمشق للقاء أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي ووزير الخارجية المصري محمد عمرو. وقال» إننا وجدنا تفهما من الأمين العام للجامعة العربية وأعتقد أنه وصلت أخبار طيبة من دمشق .. وإن شاء الله سيتم التوقيع على البروتوكول العربي ( الخاص بالمبادرة العربية) اليوم الاثنين في الجامعة العربية .. وهذا يعتبر بداية طيبة .. مشيرا الى أنه ربما يوقع الاتفاق مساعد وزير الخارجية السورى السيد فيصل المقداد». ميدانيا، أعلن المرصد السوري لحقوق الانسان في لندن أن 15 مدنيا قتلوا الأحد برصاص قوات الأمن والجيش السوري، وستة جنود بينهم ضابط في مناطق مختلفة من سوريا. ومساء السبت في باريس، رفع عشرات المتظاهرين شعارات تندد بقتل مئات الأطفال في سوريا, وطالبوا بتشديد العقوبات الدولية على دمشق وانتقدوا ما سموه تباطؤ جامعة الدول العربية في تطبيق عقوبات صارمة على السلطات السورية. كما شجب المتظاهرون مواقف روسيا والصين وبعض أطراف «اليسار العالمي» المساندة لنظام الرئيس بشار الأسد. وقد تجمع المحتجون -الذين تصدرهم ممثلون عن أحزاب اليسار والجمعيات الحقوقية الفرنسية- في «ساحة نبع الأبرياء» بقلب العاصمة الفرنسية حاملين أعلاما سورية ولافتات تندد بالقمع ضد المدنيين العزل في البلاد. كما حملوا عشرات التوابيت البيض التي ترمز لنعوش الأطفال الذين لقوا حتفهم على أيدي قوات موالية للأسد.