إنها سنة الحياة.. الأمس الجميل سيعقبه الغد الأجمل الذي يدركه المؤمنون الراضون بقضاء الله وقدره، واليوم أثبتت مملكتنا أنها قيادة راسخة وثابتة، وأن في كتائبها فرساناً أشداء، ورجالاً جاهزين وقادرين على تحمّل المسؤوليات الوطنية بكفاءة واقتدار، وإذا قدّر الله إن ترجّل فارس في معترك مسيرة البناء الوطني المتواصلة، فإن هناك من المؤمنين رجالاً صدقوا ما عاهدوا الله عليه، يتدافعون لتلبية إشارة ولي الأمر خدمة لدينهم ومليكهم ووطنهم. وبذات السلاسة والهدوء والإجماع الوطني الذي تميّزت به كل التنظيمات والتغييرات الهيكلية في الدولة السعودية، جاءت التعيينات والإجراءات والقرارات الحكيمة التي أمر بها خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز «حفظه الله» تجسيداً حقيقياً لدقة معايير الاختيار في مواقع المسؤولية العليا، وتعبيراً صادقاً عن الإجماع الوطني على مباركة خيارات خادم الحرمين الشريفين. والتي من ضمنها تعيين صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود وزيراً للدفاع، حيث أكدت هذه الرؤية الثاقبة والبعيدة أن متطلبات المرحلة ومقتضيات المصلحة العامة تحتاج لوضع الرجل المناسب في المكان المناسب، فوزارة الدفاع هي وزارة السيادة الأولى، وإدارتها تتطلب مواصفات وقدرات قيادية خاصة في مجالات التخطيط ورسم الاستراتيجيات والفهم العميق للسياسات والعلاقات الإقليمية والدولية، والانضباط والقدرة على المبادرة وإدارة الأزمات. الأمير سلمان بن عبدالعزيز بتجاربه ومنهجيته وملازمته لملوك المملكة يستحق أن يُطلق عليه أمين سرّ ملوك المملكة العربية السعودية ومستشارهم، لما يحمله من فكر، ورجاحة عقل، ودماثة خلق، وهو بكل صراحة مكسب للعمل والعاملين معه، لما يحمله من فكر إداري منفرد نتاج ملازمته لأهل الفكر والرأي والمشورة، وما يتمتع به من خبرة وحكمة وتاريخ حافل بالعطاءات النبيلة..وهذا ما نجده في سلمان بن عبدالعزيز الذي جالس ورافق الملوك ولازمهم، أخذ منهم وتعلم في مدارسهم واحتذى منهم، جالس الملك المؤسس «يرحمه الله» واحتذى منه واقتدى به وتعلم من أسلوبه في الحكم والقيادة والفراسة . ذلك الأمير سلمان الذي يخلف سلطان «يرحمه الله» للمرة الثانية، وكانت الأولى عندما تولى إمارة الرياض من بعده والآن يتولى وزارة الدفاع، لم يغب عن المشهد السياسي والعسكري والاجتماعي للدولة أكثر من خمسين عاماً متواصلة، حيث اكتسب من قربه الشديد للأمير سلطان بن عبدالعزيز «يرحمه الله» الحنكة والسياسة، ورحابة الصدر، وبشاشة الوجه، والعطف، والابتسامة الجميلة، وكذلك الصبر على مواجهة المحن والمتمثلة في مرض أخيه ومعلمه الأمير سلطان «رحمه الله». فالأمير سلمان بن عبدالعزيز بتجاربه ومنهجيته وملازمته لملوك المملكة يستحق أن يُطلق عليه أمين سرّ ملوك المملكة العربية السعودية ومستشارهم، لما يحمله من فكر، ورجاحة عقل، ودماثة خلق، وهو بكل صراحة مكسب للعمل والعاملين معه، لما يحمله من فكر إداري منفرد نتاج ملازمته لأهل الفكر والرأي والمشورة، وما يتمتع به من خبرة وحكمة وتاريخ حافل بالعطاءات النبيلة التي نلمحها في مدينة الرياض فكان مهندس نهضتها حتى أصبحت في مصاف أرقى العواصم في العالم. وهذا ما نجده في سياسته المنهجية من أول لقاء مع القيادات ومنسوبي وزارة الدفاع حينما قال إن أسلوبه في العمل هو الصراحة والمكاشفة، وألا يتأخر أي مسؤول في أن يلفت نظره إذا كانت هناك مخالفة نظامية أو مخالفة إجراء؛ لأن هذا الأسلوب الذي يتبعه في عمله السابق في إمارة منطقة الرياض وسيتبعه حالياً في وزارة الدفاع. إنها المنهجية الإدارية في القيادة بعيداً عن التكلف والبيروقراطية، نهج واضح وبساطة في الأسلوب والتعامل وسياسة الباب المفتوح وحجم المسؤولية، مؤكداً انه جاء بعد رجل حمل المسؤولية وأدارها على الوجه المطلوب بكل اقتدار بشهادة العالم أجمع.. كما اعترف سموه بثقل المسؤولية بعد رجل ناجح بكل المقاييس، كان أباً وأخاً وصديقاً وموجّهاً وقائداً للجميع، «وأؤكد لكم هنا أنني سأنتهج خطاه إن شاء الله، وامشي عليها، وهي خير الدليل والمرجع لي ولكم لخدمة ديننا وبلادنا ومليكنا وشعبنا وإنني أستعين بالله قبل كل شيء ثم بكم كأبناء أوفياء لهذا الوطن..» إنها دروس في الإدارة والسياسة والحنكة والرويّة الصادقة والصبر والتصابر.. والتجربة والخبرة في معايشة الأحداث وإيجاد الحلول المناسبة لها.. دروس نتعلمها.. ونعلمها لأبنائنا وأجيالنا في هذا الوطن المعطاء. وفقك الله يا سلمان.. وإن شاء الله نحن معك قلباً وقالباً من أجل هذه الأرض الطاهرة.. فهنيئاً لك يا أبا فهد بثقة ملكنا وشعبنا.. وهنيئاً لهذا المنصب بك لأنك أهل له. alyaqout _ [email protected]