بشكل أو بآخر أجد أن شهادتي في أداء الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار مجروحة، فأعماله في خدمة السياحة تؤكد قيمته الإدارية الفذة، ويبدو وكأن الحديث عما ينجزه سموه في تطوير السياحة الداخلية تحصيل حاصل، لأن ارتفاع مستويات النشاط السياحي لدينا يسير بمنهجية واستراتيجية مدروسة بعيدا عن البيروقراطية والعشوائية، وتنظيم جهاز السياحة على النحو الذي نتابعه يؤكد أننا في المسار الصحيح للإفادة من معطياتنا السياحية بكل مقوماتها الاقتصادية والاستثمارية والتراثية التاريخية، وعندما يكون لدينا فكر يستوعب جميع هذه المعطيات فذلك يعني أننا بصدد إضافة حقيقية وقوية لمصادر الدخل الوطني، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر أن توظيف السياحة على النحو الذي تتبعه الهيئة يحولها من مجرد مجال للترفيه السياحي الى قيمة اقتصادية تحقق مكاسب في كثير من الأصعدة الاقتصادية وتعظيم معطياتنا التاريخية والحضارية العريقة، وذلك هدف ونتيجة تتحقق مع مرور الوقت ونلمسها واقعا نعيشه، وإنني هنا أشيد وأعجب للغاية بما أعلنه سموه مؤخرا عن صدور الأمر السامي الكريم الذي يقضي بأن تكون جميع هدايا الدولة من المصنوعات التراثية المحلية، وذلك بناء على ما رفعت به الهيئة في وقت سابق، ولقي الموضوع تأييدا من خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني. أتمنى تعزيز الفكرة التراثية بتعميم ودعم النشاط التراثي في سياقه السياحي، وفتح المجال للاستثمار في ذلك لأننا بهذه الخطوة نعمم تلقائيا دورنا الحضاري في مسيرة البشرية ونعزز دورنا فيها وقال الأمير سلطان إن الهيئة ستعمل مع جميع الوزارات والجهات الأخرى الحكومية على طرح منظومة من الهدايا التي نتعاون على تقديمها في جميع مناطق المملكة، مؤكدا أن الأمر صدر لجميع الجهات الحكومية، والآن الفرصة لديهم بأن يختاروا الهدايا المميزة التي نعتز بها جميعا، وذلك ما تفعله جميع الدول في العالم بتقديم هداياها من الصناعات المحلية، ولهذا القرار دوره المؤكد في دعم الاقتصاد الجديد، كما أن له أبعادا اقتصادية أكثر من كونها عاطفية. العناية بالتراث وتقديمه على هذا النحو يعملان على تعريف العالم بقيمنا التاريخية ويكشفان كثيرا من تفاصيل ذلك التاريخ الذي هو في أصله يرتكز على أبعاد حضارية عميقة الجذور في حركة الإنسان عبر العصور القديمة، وذلك معطى تعززه الهيئة برئاسة الأمير سلطان وتدعمه وتتجه به الاتجاه الصحيح، فنحن في الواقع نملك إرثا تاريخيا مهولا بعضه غير مكتشف حتى اللحظة ودور الهيئة التعريف به والوصول اليه، ولذلك فإن دور الأمير سلطان محوري في اتجاهين مهمين أولهما اقتصادي معني بالاستثمار السياحي والتراثي، وثانيهما وطني بالتعريف بنا بصورة حضارية أرقى بكثير من التي يعرفها بنا الآخر، خاصة إذا ما نظرنا الى أن العالم الآن في ظل العولمة يعتمد الثقافة والمعرفة كأداة في استكشاف قيمة بعضه، ولذلك أتمنى تعزيز الفكرة التراثية بتعميم ودعم النشاط التراثي في سياقه السياحي، وفتح المجال للاستثمار في ذلك لأننا بهذه الخطوة نعمم تلقائيا دورنا الحضاري في مسيرة البشرية ونعزز دورنا فيها، وإني أؤكد على الدور المحوري الكبير لسمو الأمير سلطان في هذا الجانب وإني على ثقة بأنه يمضي في الاتجاه الصحيح. [email protected]