كشف مدرب الهولندي ريكارد العديد من الخفايا والاسرار لتدريبه المنتخب السعودي والنتائج التي وصفت بالسيئة للأخضر في التصفيات الآسيوية المؤهلة الى كأس العالم المقبلة وذلك في برنامج صدى الملاعب يوم الاثنين . الآغا يعلن ربط الأحزمة ويرحب بحرارة بالغة بالهولندي ريكارد: بمجرد انتهاء البروتوكولات الرسمية المعتادة في البرامج الرياضية والتي ترحب بكافة الأطراف المستضافة بدأت الليلة الساخنة والتي كشفت لنا الوجه الآخر من المدرب فرانك ريكارد والذي يعول عليه السعوديون بمختلف انتماءاتهم الكثير من أجل العبور إلى الأدوار النهائية المؤهلة لكأس العالم المقبلة وتخطي المنعطف الهام والخطر ,عندما يلاقي أخضرنا نظيره الأسترالي في عقر داره في فرصة هي الأخيرة لنا ولريكارد نفسه . البداية ملتهبة والمخضرم مصطفى الآغا يشعللها مبكرا ويوجه سؤالا للهولندي عن المغريات التي عجلت بقبوله العرض المقدّم من الإتحاد السعودي لتدريب منتخبه الأول خاصة، وأنه لا يملك أيّة معلومات عن الأخضر,ريكارد يكشف عن دهائه ومكره الإعلامي ويجيب بكل ثقة وأريحية بإجابة وافية وشافية قال فيها: صحيح أنني لا أملك معلومات وافية عن المنتخب السعودي ولم تكن لدي تفاصيل دقيقة عنه ،ولكن أنا أعرف كما يعرف الكثيرون غيري ،في أن المنتخب السعودي هو الأفضل والأقوى عربيا وصاحب صولات وجولات ،وهذا بحد ذاته محفّز كبير بالنسبة لي . ريكارد ينجح بالاختبار الأول ويتجاوز مطب الآغا بدرجة امتياز ,الأسئلة تترى ,والإجابات تتهادى ,والمتابع يبحلق بكلتا عينيه ,خشية أن يفوته شيء ما ,ريكارد يواصل ويستدرك ويوضح مستقبله مع الأخضر ويقول: تجربتي حتى الآن أعتبرها مشجعة وأطمع إلى عمل مميز لن يكتمل بيوم أو ليلة , وفي الأصل اتفقنا على خطة طويلة الأمد، وبالتالي نعمل على بلورة الخطط والاستراتيجيات حسب ما رسمناه سويا مع اتحاد القدم. صحيح أنني لا أملك معلومات وافية عن المنتخب السعودي ولم تكن لدي تفاصيل دقيقة عنه ،ولكن أنا أعرف كما يعرف الكثيرون غيري ،في أن المنتخب السعودي هو الأفضل والأقوى عربيا وصاحب صولات وجولات.الأغا يواصل محاولة سبر أغوار الهولندي وينبش عن الفوارق التي لمسها فرانك بين عقلية اللاعب السعودي واللاعبين الأوروبيين الذين أشرف عليهم إبان مسيرته التدريبية ,يقابله ريكارد وبسرعة بديهة عالية لا تخدش أيا من الأطراف ويجيب: "هناك فارق بالطبع، والفرق واضح بين اللاعب السعودي ونظيره الأوروبي، لكن المفرح أن الجهات ذات العلاقة بالسعودية تعمل بقوة لتطوير العمل بشكل عام، ونحن اتفقنا مع اتحاد القدم على الاهتمام جيدا بالقاعدة وبناء أجيال واعدة, ناهيك عن انضباطية اللاعبين وحبهم للتعلم ،فاللاعبون يطمحون إلى تقديم أفضل المستويات ويملكون لياقة بدنية عالية جدا وبنية جسمانية جيدة ,كما أن هناك أمراً مهما جدا وهو أن حضور مدربين مرموقين وعلى مستوى عال للأندية يساعد كثيرا في تطوير مستويات اللاعب السعودي . المحاور الملتهبة تتوالى والآغا يواصل كشف الحقائق ويسأل عن علاقته باللاعبين خاصة فيما يثار بين الحين والآخر ,ريكارد يبتسم ويؤكد أنه كوّن علاقة جيدة مع اللاعبين وأعجبوه برغبتهم في التعلم، ولن يخفي سرا عندما يقول: إن بعضهم يصعب عليهم تغيير النظام الذي تعوّدوه طويلا، لكنه مصرٌ في ذات الوقت على التخلص من هذه المشكلة، ولكن على شكل تدريجي, الهولندي لم يفوت الفرصة وذهب ليوجه رسائل مشفره مفادها أنه في المستقبل سيعتمد على مجموعة جديدة من العناصر الشابة والوليدة . الآغا يضرب هذه المرة في الصميم ويسأل ريكارد المتهم من قبل الجماهير السعودية لماذا ظهر الأخضر هزيلا في التصفيات الأولية وخاصة أمام عُمان في آخر لقاء ,الضيف يستجمع قواه ويدافع بكل ما أوتي من قوة ويوضح: ربما يكون السبب في ذلك إلى ان التحضيرات لهذه التصفيات جاء بعد نهاية شهر رمضان وهو ما اثر على اللاعبين كونهم عائدين من شهر مختلف عن باقي الأشهر وهو بالمناسبة له خصوصية احترمها ويحترمها الجميع منوها إلى انه بدأ مع اللاعبين من نقطة الصفر ولا يعتمد على البرامج المعدة لهم مع أنديتهم مسبقا ومتمنيا في ذات الصدد ان يحقق المنتخب الفوز على أستراليا في المباراة المقبلة حتى تسير الأمور كما هو مخطط لها، وقبل أن ينهي إجابته عن هذه الجزئية يواصل ريكارد فطنته عندما ذهب ليؤكد أنهم في الأخضر سيلعبون أمام أستراليا بغية الفوز ولا غيره ،وأنهم لن يفكروا في أية نتائج أخرى. سخونة البرنامج تزداد تدريجيا ويبدأ المحاور المخضرم فرض إيقاعه الساخن كما يتفق وتطلعات الملايين من محبي البرنامج، ويحاصر ريكارد بسؤال من العيار الثقيل عن تدخل المسئولين في عمله ,ينتبه معها المخضرم الآخر لخطورة هذا السؤال وأهميته ليؤكد تأكيدا قاطعا لا يدع فيه أي مجال للشك ويقول: أنا وأنا وحدي المسئول عن التشكيلة وعن كل ما يخص الأخضر فنياً ,وأنا حر في عملي ولا يوجد هناك من يتدخل ,أملك الحرية والصلاحية الكاملة وكل ما يقال هو كلام عارٍ عن الصحة. الأجر الذي يتقاضاه اللاعب حقا له ..لكن لايكون المال كل شيء بالنسبة له، مهما كلفني الثمن أفضلية الأخضر عربيا قادتني للتوقيع معه، المنتخب الذي شارك في مونديال 94 كان رائعا للغاية والحالي لديه طموح، سنتأهل عبر بوابة استراليا ولن نركن لنتائج الآخرين إطلاقا، من يمثل الأخضر هم الأفضل وسأعمل على دعم منتخب الأحلام مستقبلاالقذائف النارية تتالى والآغا يضرب بالصميم مرة أخرى ويسأل عن محمد نور تارة وياسر القحطاني تارة أخرى ،ويتجاوز العملاقان ليسأل عن عملاق صاعد اسمه نواف العابد ,وريكارد في نهم مستمر ,يستمع بإنصات ,ويجيب بدهاء ,ويلخص هذه المحاور بكلمات تؤكد أن الأخضر كسب مدربا من العيار الثقيل ,وأنه آخر من يسمح لأي كائن من كان ليتدخل في عمله عندما قال عن نور: عندما قدمت للسعودية لم أكن أعرفه جيدا ،ولكن بعد أن شاهدته ومستوياته الكبيرة ضممته على الفور,أما ياسر القحطاني فهو لاعب يمتلك مهارات فنية عالية ولاعب قيادي من طراز عالي,ولم يفوّت الهولندي الفرصة عندما همس في أُذن العابد، حيث قال : نواف العابد مشروع نجم قادم بقوة,تنقصه الخبرة أحيانا ,وعليه أن يستفيد من أخطائه إن أراد استمرارِه كنجم. المناورة تستمر والمقابلة النارية تصل حد ذروتها والآغا يوجه سهما ناريا غائرا طالما أرّق السعوديين بأسرهم ،عندما طلب من ريكارد أن يعلّل بين الجيل الحالي للمنتخب السعودي وجيل العمالقة في مونديال 94 ,والداهية الهولندي يشخِّص الواقع ويحسم الجدل بين هذين الجيلين عندما ذهب ليؤكد: إن الفرق كبير وواضح وأن المنتخب الذي شارك في نهائيات كأس العالم 94 كان رائعا للغاية، بيد أن المنتخب الحالي لديه طموح وإنجازات يسعى إلى تحقيقها والوصول إليها,في إشارة واضحة إلى أن هذا الجيل لديه القدرة على رسم البسمة على شفاه الجماهير السعودية مرة أخرى. الجرح الغائر والقضية التي شغلت الوسط الرياضي السعودي لم يفوته الآغا وبمهنية فائقة عندما وجه بسؤاله لريكارد عن مقدمات عقود اللاعبين السعوديين، وهي التي يصفها الكثيرون بالخيالية والمبالغ فيها ,ريكارد هو الآخر لم يفوت الفرصة ،وكأنه يريد أن يوجه رسائل واقعية لمن يعنيهم أمر العقود عندما قال: أيّ لاعب يقدم أداءً مميزاً يستحق ما يدفع له، وإن هذا الأجر الذي يتقاضاه اللاعب يعدّ حقاً مشروعا له على مستوى العالم. ولكن يجب ألا يكون المال كلّ شيء بالنسبة للاعب، ولابد أن يكون لديه طموح ،وأن يصل إلى أبعد من المال وحده نافيا في ذات الصدد ما روّج له عن غضبه تجاه اللاعبين الذين يتحدثون عن عقودهم في المعسكر ليلة مباراة عمان، وقال: لم يحدث ذلك إطلاقا، ولا أعرف شيئا عن هذا الموضوع. الإثارة تصل إلى ذروة ما قبل النهاية ،والآغا يحاصر ريكارد بسؤال جوهري عن تشكيلته واقتصارها على عدد محدود من الأندية وتجاهله لباقيها ,وواثق الخطى يفنِّد هذه المقولة ويدافع وبقوة ،عندما أكد على أن اللاعبين هم الأفضل على الإطلاق ،وخلال هذه المرحلة بدأنا بالتأهيل والعمل على تطوير المنتخب، وأرجوا أن تتركونا نعمل وننهي هذه المرحلة، وبعدها سنقوم بإجراء التغييرات المناسبة، والعمل الاحترافي الحقيقي يحتاج إلى بناء قاعدة أساسية صلبة، وهو ما نعمل عليه حاليا بالحرص على الفئات السنية وتطويرها. مسك الختام كان مفرحا لكل من تابع اللقاء وخاصة السعوديين، عندما أطلق الهولندي ريكارد ابتسامة عريضة وهو يهم بختام الحلقة التي طالب فيها الجماهير السعودية بأن يثقوا به وبكافة اللاعبين كونهم يثقون بهم أيضا . الفرق واضح بين اللاعب السعودي ونظيره الأوروبي، لكن المفرح أن الجهات ذات العلاقة بالسعودية تعمل بقوة لتطوير العمل بشكل عام، ونحن اتفقنا مع اتحاد القدم على الاهتمام جيدا بالقاعدة. الآغا وبمهنيّته المعروفة أراد أن يكون مسكها فرحا وسرورا أيضا ،عندما طلب أن تكون هذه الابتسامة أكثر إشراقا بعد مباراة أستراليا هي الابتسامة الحقيقية. دقت ساعة الختام وسط نجاح عمّ كل هذه الأطراف، فالمشاهد والجماهير السعودية كسبت الغوص في أعماق هذا المدرِّب وسبر أغواره من هذا اللقاء، ولا أدل على ذلك من المساحات الواسعة التي أفردتها مواقع التواصل الاجتماعي والتي أشاد السعوديون من خلالها بأنهم كسبوا مدربا عالميا خاصة بعد حديثه في الصدى,والآخر المدرب نفسه نجح في أن يبرّر ويوضّح كل ما خفي على محبي الأخضر، ويحسب له أنه اختار برنامجا جماهيريا يوصِل من خلاله صوته لمن يريد,وأخيرا وليس آخرا نجح صدى الملاعب في هذه الحلقة أيّما نجاح وواصل هيمنته واكتساحه بحصرياته ,فبالأمس ياسر وهزازي ومن بعدهما شبيه الريح ,واليوم يحاصر ريكارد استثنائيا والرابح الأكبر بكل تأكيد المتابع والمتلقي ،والذي بات على علاقة وثيقة ومتأصلة مع هذا الصدى. ريكارد