لدى بعض الأدباء والكتاب وحتى بعض عامة القراء نفور من النقد والنقاد والدراسات النقدية وكل ما يمت للنقد بصلة، وربما كان هذا الأمر بافتراض صحته ناتجا عن طبيعة العلاقة الملتبسة والمتوترة بطبيعتها بين الناقد والكاتب من جهة، وشعور القارئ العام بتعالي النقد وارتفاع نبرته المعرفية ( أو المتظاهرة بالمعرفة دون أن تمتلكها ) من جهة أخرى. وربما بالغ البعض في حدة آرائه إزاء النقد والحديث بشكل عام عن الكتابة والأدب مثل الروائي الأمريكي فيليب روث، إن لم تخني الذاكرة، الذي دعا إلى عدم الحديث عن الأدب والكلام حوله لمدة عام كامل على الأقل، داعيا إلى إطلاق النار على كل من يخالف هذه الهدنة التي لا يمكن لها أن تتم بطبيعة الحال. المؤمنون بضرورة النقد وحتميته وعدم إمكانية الاستغناء عنه أو التخلص منه لديهم حججهم المقنعة التي يمكنهم سوقها لتأكيد ضرورة النقد والنقاد والمعرفة النقدية عموما، فالنقد هو الذي يفتح عيوننا، في بدايات تشكلنا الثقافي والمعرفي بشكل خاص، على جماليات النصوص الإبداعية.. المؤمنون بضرورة النقد وحتميته وعدم إمكانية الاستغناء عنه أو التخلص منه لديهم حججهم المقنعة التي يمكنهم سوقها لتأكيد ضرورة النقد والنقاد والمعرفة النقدية عموما، فالنقد هو الذي يفتح عيوننا ،في بدايات تشكلنا الثقافي والمعرفي بشكل خاص، على جماليات النصوص الإبداعية ويأخذ بأيدينا في غابات الكتابة الشائكة والمتداخلة. لكن لابد هنا من الإقرار والاعتراف بتشكل نوع من الفجوة أو الهوة الآخذة في الاتساع بين القارئ والناقد لتغليب النقد للجانب التنظيري والبعد التأطيري والملمح الشكلي في أطروحاته مع شبه تهميش وإهمال الجانب التواصلي الذي يقرب المسافة بين القارئ والنصوص والكتابات التي يطالعها. أحد كبار النقاد التنظيريين على مستوى العالم وهو تزفيتان تودروف ، المنظر الأكبر للسيميائية والأب الشرعي للبنيوية الشعرية، دعا في كتابه «الأدب في خطر» إلى التوفيق بين المناهج التقليدية لتحليل الخطاب الأدبي ومناهج النقد الحديث، حيث إن « الهدف من أي دراسة هو إدراك مغزى النص، ومناهج تحليل النصوص لا ينبغي أن تتحول إلى غاية قصوى للدراسات الأدبية»، وقد جاء قوله هذا في معرض رده على اتهامه ضمن مجموعة أخرى من النقاد بأنهم كانوا سببا في انصراف الأجيال الجديدة من الطلاب عن قراءة الأدب على وجه الخصوص.