انتصر حاج تسعيني على ظروف الشيخوخة ، ولم تفت في عضده عوامل الزمن التي رسمت تجاعيدها على وجهه ،وبات فرحا طربا بأداء النسك ، متأسفا على الأيام التي خلت من عمره لم يؤدي الحج في ريعان الشباب واكتحلت عينا الشيخ العجوز بدموع الفرح وهو يهم برمي الجمار ، قائما على رجليه يعينه إيمانه الصادق وعزيمته القوية لإتمام فريضة الحج بلا مساعدة. وبيد ترتعش فرائصها ، أمسك المسن بقارورة ماء محاولا إطفاء عطشه ، وغسل رأسه وجبهته المتجعدة من العرق ، وهو ينظر إلى عدسة " واس " مبتسما. ها هو الحج دائما ما يُصير الهرِم الكبير شابا ، والحزن فرحا ، والعرق مزنا يقطر حسنات تغسل شوائب الخطايا بالرحمات والبركات ليعود حجاج بيت الله الحرام إلى بلادهم كيوم ولدتهم أمهاتهم .