أكد الدكتور محمد الشمرى مدير الإدارة القانونية بوزارة الخارجية أن تفعيل نظام حماية المنافسة يتطلب إعادة النظر في تشكيل المجلس المعني بتنفيذ النظام وإعادة هيكلته، وقال: حتى يستطيع المجلس أداء دوره باستقلالية يفضّل تعديل النظام ويشكل مجلس مستقل لا يرتبط بوزارة التجارة وإنما يرتبط مباشرة بمجلس الوزراء وان يكون أعضاءه من الخبراء في مجال القانون والاقتصاد والمحاسبة ،إضافة إلى أعضاء من جمعية حماية المستهلك ،وأن يمنح رئيس المجلس صلاحيات لا تقل أهمية عن الصلاحيات الممنوحة للادعاء العام. جاء ذلك في الورقة التي قدمها بعنوان «حماية المنافسة في السوق السعودي بين الواقع والمأمول» في حلقة نقاش «سياسة المنافسة التجارية» التي نظمتها غرفة الرياض ممثلة في إدارة الشئون القانونية وبالتعاون مع كرسي الشيخ فهد المقيل لدراسات النظام التجاري بجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية مؤخرا. وقال: إن المملكة استطاعت أن تضع نظاما جيدا لحماية المنافسة يتوافق مع المعايير الدولية وذلك استجابة لمتطلبات الانضمام لمنظمة التجارة العالمية، ولحماية المنافسة العادلة وتشجيعها ومكافحة الممارسات الاحتكارية التي تؤثر على المنافسة مؤكدا أن النظام تضمن معايير للحماية لا تختلف عمّا ما هو موجود في القوانين الدولية، مشيرا إلى أن النظام لا ينفّذ على نحوٍ يرقى لمستوى التطلعات على الرغم من وجود ممارسات تضر بالمنافسة ،موضحا أن السوق السعودي بوضعه الحالي يعد مخالفا للمنافسة عازيا ذلك لعدة أسباب منها عدم تطبيق نظام حماية المنافسة على المؤسسات العامة والشركات المملوكة بالكامل للدولة التي تمارس بيع السلع والخدمات على المستهلكين وضعف أداء مجلس حماية المنافسة بسبب تشكيلة أعضائه وارتباطه الهيكلي بوزارة التجارة، إضافة إلى عدم معرفة جمهور المستهلكين لحقوقهم التي يكفلها النظام مبينا أن الكثيرين منهم لا يعلم بوجود نظام ومجلس لحماية المنافسة ،وقال :» لا يوجد تأثير عملي للنظام على قمع المنافسة غير المشروعة في السوق». داعيا في هذا الإطار إلى تفعيل نظام حماية المنافسة من خلال إعادة تشكيل مجلسه وان يكون مستقلا وان يكون رئيسه برتبة وزير ومرتبط برئيس مجلس الوزراء مباشرة ومن أعضاء مستقلين غير مرتبطين بجهات حكومية رسمية ومتفرغين لأعمال المجلس. كما استمع المشاركون في الحلقة إلى ورقة بعنوان «مشروعية المنافسة التجاري» قدمها الدكتور عبدالرحمن قرمان أستاذ الأنظمة التجارية بالمعهد العالي للقضاء مستعرضا ما تضمنه نظام حماية المنافسة من قواعد وقوانين لضبط المنافسة في السوق، حيث أكد أن المنافسة ضرورية للنشاط التجاري ولكي تحقق هدفها في خدمة المجتمع لابد من قوانين منظمة لها ،مبيّنا أن أية منافسة تتم خارج هذا الإطار تكون منافسة غير مشروعة، وقال: إن تنظيم المنافسة التجارية يقتضي وضع قواعد خاصة بآليات عمل السوق وإيجاد قواعد لحماية الوسائل التي يستخدمها التجار في المنافسة لجذب العملاء لضمان مشروعية المنافسة التجارية بالاضافة إلى أن قضية منع الاحتكار تعتبر الخطوة الأولى لضمان وجود منافسة في السوق مستعرضا ما تضمنه نظام حماية المنافسة من قواعد تضمن مشروعية المنافسة وتمنع الاحتكار في السوق السعودي. كذلك قدّم فضيلة الدكتور أحمد الجوفان القاضي بديوان المظالم ورقة بعنوان «الاختصاص القضائي بالفصل في دعاوي المنافسة غير المشروعة «أوضح فيها أن المنافسة تمثل روح التجارة ومقياساً للحرية التجارية مؤكدا أن مبدأ حرية المنافسة يخول لكل تاجر الحق في استعمال الوسائل التي يرى أنها مناسبة لاستقطاب زبائنه ،وقال: إن هذه المنافسة قد تتحول إلى عمل غير مشروع يستدعي وجود أنظمة لمحاربة هذه النوعية من المنافسة وإسناد الفصل في نزاعاته إلى القضاء. وكان فضيلة الدكتور محمد اللحيدان أستاذ كرسي الشيخ فهد المقيل لدراسات النظام التجاري المكلّف قد ألقى كلمة في بداية الحلقة أشاد فيها بالتعاون بين الغرفة ممثلة في الإدارة العامة للشئون القانونية وكرسي الشيخ فهد المقيل لتنظيم مثل هذا النوع من اللقاءات التي تتناول جوانب تهُم الكثير من رجال الأعمال كما تطرق إلى البرامج التي نظمها الكرسي خلال الفترة الماضية، كما خاطب الحلقة مدير عام الشؤون القانونية بالغرفة المستشار ماجد الهديان مشيدا بالتعاون الكبير مع كرسي الشيخ فهد المقيل، مؤكدا أن انعقاد هذه الحلقة يأتي في إطار مذكرة التفاهم الموقعة بين الغرفة وكرسي الشيخ فهد المقيل والتي تتضمن تنظيم مثل هذه اللقاءات.