من الواضح أن أزمة الديون الأمريكية والأزمة المالية العالمية والتي ألقت بظلالها على الوضع الاقتصادي العالمي وسببت ركودا اقتصاديا مريعا، ولكن الذي أثارني هنا أنه بالرغم من الإجراءات والسياسات الاقتصادية التي أخذت بعض الدول الكبيرة تطبيقها لمواجهة هذا الركود الاقتصادي، إلا أنه لم تلح في الأفق حتى الآن بشائر بإزالة أو معالجة هذا السرطان الاقتصادي الذي ينتشر في جسم كبريات الدول الاقتصادية والصناعية، وتجاوزت منطقة الدولار إلى منطقة اليورو. والأمر يبدو أنه أكثر خطورة ونحن نسمع تحذيرات أنتونيو بورغيس مدير القسم الأوروبي بصندوق النقد الدولي التي أعلن خلالها أنه لا يمكن استبعاد احتمالات تفاقم الركود في عام 2012 خاصة في أوروبا، حيث دعا بشكل واضح لا لبس فيه إلى تغيير السياسات الاقتصادية بعيدا عن التقشف ومحاكاة خطط التيسير الكمي التي اتبعتها الولاياتالمتحدة وأوروبا، وتوقع هبوط النشاط الاقتصادي، وقال إن النمو الاقتصادي بمنطقة اليوور قد يصل إلى 1.1%. أعتقد أن هذه المخاوف في محلها تماما، ذلك لأنه لم تعد المؤشرات الصادرة حتى الآن مواتية للوضع الاقتصادي العام، ولكن ما يهمنا في الأمر هو أن العالم أصبح قرية بل غرفة صغيرة.وفي ذلك إقرار صريح من شخص مسؤول بأن الاقتصاد العالمي دخل "مرحلة خطيرة جديدة" وذلك لأن عودة الركود إلى اقتصادات الدول الصناعية سيكون له أثر على الاقتصاد العالمي، خاصة وأن مؤسسة ستاندرد أند بورز للتصنيف الائتماني كانت قد حدثت توقعاتها للنمو بمنطقة اليورو العام القادم، وقالت إن احتمالات الركود زادت لتصل إلى 40%، في الوقت الذي توقع فيه بنك غولدمان ساكس "ركودا خفيفا" بمنطقة اليورو، وقال إن نمو الاقتصاد العالمي سيصل إلى 3.5% العام القادم. أعتقد أن هذه المخاوف في محلها تماما، ذلك لأنه لم تعد المؤشرات الصادرة حتى الآن مواتية للوضع الاقتصادي العام، ولكن ما يهمنا في الأمر هو أن العالم أصبح قرية بل غرفة صغيرة وأصبح ما يمسّ جسد الاقتصاد الأمريكي ينذر بنقل العدوى لحلفائها وأصدقائها بل إلى المنطقة العربية وخاصة الخليجية وبشكل أخص المملكة العربية السعودية لأسباب يعلمها الخبراء من الاقتصاديون. وهنا يتبادر إلى ذهني سؤال يقلقنا ويطرح نفسه بنفسه: هل يا ترى اشتملت الاستراتيجية التي سيقوم عليها منتدى الرياض الاقتصادي القادم ما يتجاوز تشخيص وأسباب هذا الركود إلى وضع روشتة معالجة اقتصادية مستبقة تحمي بلادنا من هذه العدوى في الأعوام القادمة؟.. ننتظر إجابة عملية شافية وكافية من أهل الاختصاص والمعنيين في هذا المنتدى الاقتصادي القادم.