أكد بيان مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية على المستوى الوزاري بمقر الأمانة العامة للجامعة العربية بالقاهرة مجددا على الموقف العربي المطالب بالوقف الفوري والشامل لأعمال العنف والقتل في سوريا ووضع حد للمظاهر المسلحة والتخلي عن المعالجة الأمنية تفاديا لسقوط المزيد من الضحايا والانجراف نحو اندلاع صراع بين مكونات الشعب السوري، وحفاظا على السلم الأهلي وحماية المدنيين ووحدة نسيج المجتمع السوري. وقرر الوزراء، بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سعود الفيصل، تشكيل لجنة وزارية برئاسة رئيس مجلس وزراء دولة قطر ووزير خارجيتها وعضوية كل من وزراء خارجية الجزائر والسودان وسلطنة عمان ومصر وأمين الجامعة العربية مهمتها الاتصال بالقيادة السورية لوقف أعمال العنف والقتل ورفع كل المظاهر العسكرية وبدء الحوار مع أطراف المعارضة لتنفيذ الإصلاحات السياسية التي تلبي طموحات الشعب السوري. وإجراء الاتصالات اللازمة مع الحكومة السورية وأطراف المعارضة بجميع أطيافها للبدء في عقد مؤتمر لحوار وطني شامل في مقر جامعة الدول العربية وتحت رعايتها خلال 15 يوما بداية من صدور هذا القرار. وستقوم اللجنة المعنية بتقديم تقرير إلى المجلس الوزاري في أقرب وقت ممكن يتضمن تقييما دقيقا للوضع في سوريا واقتراح خطوات التحرك المطلوبة لاحقا بما في ذلك ضمان أمن الشعب السوري وإبقاء المجلس في حالة انعقاد دائم لمتابعة الموقف وتطوراته. وقد شهد اجتماع مجلس الجامعة العربية كثيرا من الشد والجذب، حينما أصر سفير سوريا ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية على طلب كلمته على الهواء مباشرة، وليس خلال الجلسة المغلقة كما كان مقررا لها سلفا، كرد على كلمة كل من الأمين العام للجامعة العربية الدكتور نبيل العربي، والشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس مجلس وزراء ووزير خارجية قطر اللذين ألقياها على الهواء. ورفض الشيخ حمد بن جاسم اتهامات السفير السوري بأن هذا الاجتماع تحركه أياد خارجية ورفض الشيخ حمد بن جاسم اتهامات السفير السوري بأن هذا الاجتماع تحركه أياد خارجية قائلا: إن الدعوة الى مجلس الجامعة العربية على مستوى وزراء الخارجية العرب إلى اجتماع طارئ لم يخضع لأي أجندة او إملاءات خارجية ، وأن المحرك الرئيسي مساعدة سوريا ومصلحة الشعب السوري. وأضاف إن هذا الاجتماع الطارئ ينعقد في ظل ظروف حزينة وبالغة الدقة بخصوص الوضع في سوريا، واصفا إياها بأنها أوضاع تتطور بصورة خطيرة جراء استمرار عمليات القتل والعنف في ظل عدم وجود بارقة أمل للوصول إلى حل لهذه المشكلة، وما يحتم على الأشقاء العرب من اجتماع وتدارس للكيفية التي يمكن من خلالها المساهمة في الحل ، واتخاذ كافة الإجراءات اللازمة لوقف العنف وإراقة الدماء. قال إن استمرار الوضع على ما هو عليه في سوريا دون حل يحمل الجميع مسؤولية تاريخية أمام الشعب السوري والأمة العربية، الأمر الذي يحتم أن يكون لجامعتنا الموقرة موقف واضح وصريح من هذا الوضع، وأن يساهم في إيجاد حل سريع يرتضيه الشعب السوري، وأنه بدون ذلك فإن مكانة الجامعة العربية ومصداقيتها لدى الأمة العربية ستكون على المحك، مشيرا إلى أنه تقع على عاتق الأمة العربية اليوم مسؤولية تعزيز مكانة الجامعة العربية من خلال اتخاذ القرار المناسب. من جانبه حذر الأمين العام لجامعة الدول العربية الدكتور نبيل العربي من خطورة الوضع في سوريا وتداعياته السلبية على المنطقة والعالم العربي ككل. موضحا أن الجامعة العربية وهي ترى أعمال القتل وسفك الدماء ميدانيا في سوريا لايمكنها السكوت أو الصمت، ولذلك فهي تنطلق من مسئولياتها الأخلاقية والسياسية لمعالجة الأزمة ، والعمل على إطلاق حوار شامل يفضى إلى حل. من جانبه استنكر يوسف أحمد سفير سوريا بالقاهرة ومندوبها الدائم لدى الجامعة العربية ما وصفه بعمليات التزوير الإعلامي الذي تمارسه جهات إعلامية ، وأنها تحبك قصصا عن تظاهرات لم تحدث على الأرض ، مطالبا بوقف العملية الإعلامية التحريضية الممنهجة التي تمارسها أجهزة إعلام عربية – على حد تعبيره- كما اتهم أطرافا في مجلس جامعة الدول العربية بالقيام بممارسات غير شفافة، قائلا إن هناك محاولات لاستغلال الأزمة السورية لتصفية القضية الفلسطينية وطرح مفاهيم خطيرة تكرس الانشقاق والتشرذم ، محذرا من عواقب ذلك. وأضاف أننا يجب أن ندرك أن الأزمات العربية لا يجب أن تكون وسيلة لخدمة أجندات وضعها البعض في الخارج على حد قوله . وطالب المندوب السوري بتحرك عربي لإطلاق حوار بناء بين مختلف الأطراف في سوريا لوضع حل يحقق الأمن والاستقرار للبلاد ويحفظ مصالح الشعب السوري ، داعيا إلى سد الطريق أمام أي تدخل مباشر أو غير مباشر انطلاقا من حرص الجامعة العربية على الاستقرار، وألا تتحول الجامعة العربية إلى مجرد مطية للمصالح الغربية.