من نعم الله علينا نعمة الأمن والأمان التي يتمتع بها بلدنا ولله الحمد، هذه النعمة لم تأتِ من فراغ أو من خلال شعارات براقة نطلقها جزافاً، بل أتت بعد جهد مضنٍ من قبل حكومة المملكة العربية السعودية، ممثلة في الرؤية التي أسس لها الملك عبد العزيز طيب الله ثرى قبره حتى قبل توحيده لأراضي هذا الوطن الشامخ. رؤية طالما راودته أن يرحل عن هذه الدنيا وقد عم السلام والخير هذه البلد، فعقد العزم والهمة، عاونه على ذلك رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه، فمضى يطوي الفيافي والقفار حتى استوى له الأمر ووحد مشرق البلاد وغربها وشمالها وجنوبها. أمام هذا المشهد كان لا بد للملك عبد العزيز يرحمه الله أن يضع نواة وأساس البناء غير المتوقف والتطوير المستمر لهذا البلد، هذه النواة هي الأمن، فبدون الأمن لا تطوير ولا إعمار ولا مشاريع تنموية ولا بنى تحتية ستقام، فأسس لوزارة الداخلية التي أخذت على عاتقها بهمم رجالاتها أن تسير بالبلاد نحو مرسى الخير والطمأنينة، وتحققت رؤيا ذاك الملك الفارس، وقيض الله لهذه الوزارة رجالات من ذوي الرؤية الشاملة كوزير الداخلية صاحب السمو الملكي الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود حفظه الله الذي انتقل بوزارة الداخلية لمستويات عالية في الدقة والإتقان والحرفية، ما ساعد كثيراً على ضبط الأمن في الربوع الشاسعة للدولة. يجب على القائمين على المناهج الدراسية في كل المراحل وضع الأمن الفكري بعين الاعتبار، فالمؤثرات الخارجية في العصر الحالي باتت كثيرة، وبالتالي تزداد نسب الانحراف الفكري المتوقعة من البعض كل هذا يستدعي منا أن ننقله ونؤصله بل ونزرعه زراعة في وجدان وعقول طلابنا، كي يستوعبوا حجم العمل الضخم الذي لولا تواصله وتطويره لما نعمنا بالأمن والأمان. والمناهج المدرسية هي جزء أساس في هذه العملية بل هي النواة الحقيقة لحفظ كل مكتسبات الوطن ونقلها للجيل التالي، وبالتالي فإن واجباً ليس بالهين على القائمين على هذه المناهج يتمثل في تضمين مفاهيم الأمن للطلاب، وتربية الطلاب على المحافظة على الأمن بمفهومه الشامل، ذلك الأمن المرتبط بالبعد عن الجريمة والقيادة الآمنة واحترام أنظمة الدولة بشكل عام. ولا يخفى على كل ذي فهم أن المناهج المدرسية إذا ما طُبِّقَت ودُرِّسَت وفق ما هو مخطط لها، فإنها تؤثر تأثيراً مباشراً وغير مباشر في سلوك الطلاب بل وحتى في طرائق تفكيرهم، ما يؤدي بالتالي إلى تغيير السلوكيات والتوجهات المستقبلية. مراد حديثي... يجب على القائمين على المناهج الدراسية في كل المراحل وضع الأمن الفكري بعين الاعتبار، فالمؤثرات الخارجية في العصر الحالي باتت كثيرة، وبالتالي تزداد نسب الانحراف الفكري المتوقعة من البعض، الأمن الفكري بمفهومه، ذلك الأمن الذي يتجلى في وقوف الطالب على الصحيح من كل شيء، الصحيح في التعاطي مع الحركات السياسية الخارجية والتعاطي مع الأمن الداخلي والتعاطي مع الأمن الاجتماعي والثقافي والفكري في قالب مدروس ممنهج يراعي خصائص الطالب العمرية.