يأنس المتابع الرياضي عادة بتواصل المسئول الرياضي مع برامج النقد الرياضية في الإعلام المرئي والمسموع, خاصة عندما تكون هذه البرامج وطنية وعلى درجة عالية من المهنية وتتسم بالصدق والصراحة والوضوح وتهدف في طرحها للصالح العام. ولا شك أن معظم المسئولين في وسطنا الرياضي حريصون على الظهور والتواصل مع هذه البرامج إما للتوضيح أو التعقيب أو الإجابة على ما تطرحه تلك البرامج من تساؤلات واستفسارات, أو حتى إخبار المتابع الرياضي عن البرامج والمشاريع والخطط المستقبلية, هذا التواصل الجميل بين المسئول الرياضي والبرامج الرياضية هو عمل مرغوب ومحبب للجميع إلا أن الجانب الرديء فيه هو عدم قدرة بعض المسئولين في رياضتنا على تقييم وتمييز هذه البرامج ومن يستحق التواصل والمداخلة معها ومن لا يستحق. فالمعلوم أن ليس كل البرامج الرياضية من تملك الأدوات والمقومات أو المهنية التي تدفع المسئول للظهور عبرها, كما أن بعض البرامج معروف سلفا أهدافها ومقاصدها ومجرد التواصل أو الظهور عبرها هو سقطة كبرى للمسئول الرياضي أو إعلان صريح بعدم الأهلية. ولعلي هنا أعيد بعضا مما قاله أكبر مسئول رياضي لدينا عن إحدى القنوات الرياضية فقط للتمثيل. حيث يقول إننا لاحظنا أن بعض برامجها تبث معلومات غير حقيقية تحتوي على إثارة غير مقبولة, وأن هذه القناة سمحت بتحرير رسائل عبر الشريط الإخباري فيها من الإساءة للمسئولين عن الرياضة السعودية الشيء الكثير, وأن هذه القناة تبحث عن الربحية على حساب الحقيقة بطريقة غير مقبولة, وأن انتقاداتها لم تكن للمصلحة العامة وأن فحوى برامجها فيه من الاستهتار الذي لا يليق أبدا بالاتحاد السعودي للكرة ولا بأعضائه، وأن هذه القناة وبرامجها اهتمت بالنواحي الشخصية أكثر من اهتمامها بالعمل، وأن برامجها الخاصة بالكرة السعودية قد استغلت بشكل غير جيد وعبر مواضيع غير صحيحة من قبل متعصبين كان هدفهم زعزعة الكرة السعودية، وأنهم في قراءاتهم وتحليلاتهم قد امتهنوا التشكيك والنقد الشخصي وبما أفضى إلى تبني مواقع الكترونية سعودية لآرائهم وبما جعل شبابنا يعلنون مجاهرة أمانيهم بخسارة المنتخب السعودي. «أتساءل: كيف يجرؤ أي مسئول في رياضتنا السعودية على التواصل مع مثل هذه القنوات المشبوهة؟ هل هذه القناة وما تبثه من غثاء هي جهة قضائية يجب المثول أمامها؟ وهل هي محكمة رياضية تجبرنا على المرافعة والتبرير والتوضيح؟ وهل تملك الحد الأدنى من المصداقية؟» هذا تماما ما قاله الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب في رده على سؤال يتحدث عن أسباب طرد قناة أبوظبي الرياضية من الدوري السعودي.. وأنا أتساءل فقط وكلي يقين وغيري ممن يملك ذرة وطنية أن كل ما قاله الأمير نواف عن هذه القناة هو عين الحقيقة ولا يحتاج عناء كثيرا لكشف حقيقته، أتساءل: كيف يجرؤ أي مسئول في رياضتنا السعودية على التواصل مع مثل هذه القنوات المشبوهة؟ هل هذه القناة وما تبثه من غثاء هي جهة قضائية يجب المثول أمامها؟ وهل هي محكمة رياضية تجبرنا على المرافعة والتبرير والتوضيح؟ وهل تملك الحد الأدنى من المصداقية؟ والوضوح ما يدفع المسئول الرياضي لاحترامها والخروج عبر برامجها للتبرير أو التوضيح أو حتى الاعتذار كما فعل الأخ الكريم أحمد صادق دياب؟! وهل يمكن بعد ما قاله الأمير نواف عن توجه هذه القناة وأهدافها أن نصدق أنها حريصة أو تهمها مصلحة الكرة السعودية أو أنها تسعى لتطويرها؟ أم أننا صدقنا ما قاله مديرها حينما ذكر أنه لاحظ أن الإعلام السعودي لا يجرؤ على نقد المسئول الرياضي فتولى هو المهمة!! أليس من الأجدر به وقبل إطلاقه مثل هذه المعلومة أن يخبرنا أين كان موقعه من الإعلام الرياضي قبل دخوله لعالم الكرة السعودية ؟ ألا يعلم هذا المبتدئ أن الإعلام السعودي هو من علمه أبجديات الصحافة والإعلام، وأن الرياضة السعودية وإعلامها هي من أخرجه على الساحة الرياضية وهي أيضا من ستعيده إلى جحره القديم. أنا أتفهم تماما خروج المسئول عبر بعض البرامج المشبوهة لتعرية متحدث كاذب أو إخراس لسان أبله، وأقبل خروج المسئول لكشف تدليس ووأد فتنة، ولكن ما لا نقبله.. ونستهجنه.. عندما يخرج المسئول عبر تلك البرامج الموجهة.. مهزوزا ومكسورا بل وفارغا وكأنه تلميذ بليد أمام معلم صارم.. تماما كما كان صاحبنا المسئول في ظهوره ذات مساء عبر البرنامج المعتوه. أعرف أنه ليس من حقنا أن نقيد حرية الآخرين أو أن نمنع مداخلاتهم مع من يشاؤون ولكن.. أليس من حقنا أيضا أن نعلن صراحة عن عدم أهلية من يتحدث باسم الرياضة السعودية؟! وأن نبحث عمًن هم أكثر ذكاء وقدرة على التمييز بين الغث والسمين؟!! [email protected]