خص الله بعض الأزمنة والأمكنة بخصائص دون غيرها وفضل بعضها على بعض وعظم أمرها.. ومن بين الأزمنة المعظمة الأشهر الحرم وهي أشهر ذي القعدة وذي الحجة والمحرم ورجب، يقول الله جل وعلا: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله يوم خلق السموات والأرض منها أربعة حرم ذلك الدين القيم فلا تظلموا فيهن أنفسكم وقاتلوا المشركين كافة كما يقاتلونكم كافة واعلموا أن الله مع المتقين) ،وحول حرمة الأشهر الحرم وعظم أمرها وتحريم الظلم فيها تحدث فضيلة الشيخ عبدالله اللحيدان مدير فرع وزارة الشؤون الإسلامية بالمنطقة الشرقية حيث قال : لقد تحدث القرآن الكريم عن الأشهر الحرم وحرم الظلم فيها. ففي قوله تعالى: (إن عدة الشهور عند الله اثنا عشر شهرا في كتاب الله.. الآية). فقد أخبر سبحانه أن عدد شهور السنة القمرية اثنا عشر شهراً ،وهي الاشهر العربية المعروفة: (محرم، صفر، ربيع الأول، ربيع الآخر، جمادى الأولى، جمادى الآخر، رجب، شعبان، رمضان، شوال، ذو القعدة، ذو الحجة). وهذه الأشهر القمرية تتعلق بها احكام وعبادات ثم بيّن سحانه أن من بين هذه الأشهر أربعة حُرم ،وهذه الأشهر الحرم كانت معظمة عند العرب في الجاهلية، فلما جاء الإسلام أكد على حرمتها وأكد على حرمة الظلم فيها وإن كان الظلم في أصله محرّم في كل زمان ومكان. وأضاف فضيلة الشيخ اللحيدان قائلا: وإنما حرّم الإسلام الظلم لأن الإنسان بطبعه ظلوم، كما قال سبحانه: (إن الإنسان لظلوم كفار). وإلا فإن الإسلام حرّم الظلم بجميع أنواعه وأشكاله وصوره ،ولذلك تعهّد الله بنصرة المظلوم ولو بعد حين ،كما توعّد الظالم بالانتقام. إن الانسان يظلم نفسه بما يجترحه من سيئات ومعاصي فيعرِّض نفسه لغضب الله ظلم النفس وهل يظلم المرء نفسه؟ وأضاف فضيلة الشيخ عن ظلم الإنسان لنفسه في هذه الأشهر أو غيرها قائلا: إن الانسان يظلم نفسه بما يجترحه من سيئات ومعاصي فيعرض نفسه لغضب الله ،كما أنه يكون ظالماً لنفسه بظلمه لغيره بأي نوع من الاعتداء وذلك بما يجنيه من وعيد وعقوبة بسبب ظلمه في الدنيا والآخرة. تلك حدود الله فلا تقربوها من جهته تحدث صاحب الفضيلة الشيخ احمد الهاشم مدير دارة الدعوة والإرشاد والمساجد والأوقاف بالاحساء: لقد أكد النبي – صلى الله عليه وسلم – على الحرمات: (حرمة الدماء والأعراض والأموال) وقرن حرمتها بحرمة الزمان والمكان وكان ذلك في حجة الوداع (في الأشهر الحرم) وقرن النبي – صلى الله عليه وسلم – حرمتها بحرمة الزمان والمكان ،فالواجب على المسلم أن يعظِّم ما عظَّم الله ورسوله ويحرِّم ما حرّم الله ورسوله، وأن لا يتعدى على حدود الله ،فقد نهى الله عن تعدي حدوده وحذر من انتهاكها، حيث يقول سبحانه: (ومن يتعدّ حدود الله فقد ظلم نفسه). ويقول جلّ وعلا: (تلك حدود الله فلا تقربوها)، ويقول سبحانه: (ومن يعصِ الله ورسوله ويتعد حدوده يدخله ناراً خالداً فيها وله عذاب أليم) ،ويقول الرسول الكريم – صلى الله عليه وسم - : (إن الله فرض فرائض فلا تضيعوها وحدّ حدودا فلا تعتدوها وحرّم أشياء فلا تنهكوها ،وسكت عن أشياء فلا تبحثوا عنها). وأضاف فضيلة الشيخ الهاشم قائلا: والنصوص في النهي عن تعدي حدود الله كثيرة ،والواجب على المسلم أن يحذر عن مخالفة أمر الله ورسوله: (فليحذروا الذين يخالفون عن أمره أن تصيبهم فتنة أو يصيبهم عذاب أليم) وكم هو مؤسف أن ترى اليوم من يتهاون في حدود الله ويتعداها ولا يبالي.