مما لا شك فيه أن الفن التشكيلي السعودي قفز قفزات كبيرة نحو الأمام، قفزات وصل فيها للعالمية، حتى إن بعض الأعمال لبعض الفانين عرضت في معارض عالمية، ولاقت استحسان النقاد وكبار الفنانين في شتى أنحاء العالم. والفن هو مرآة المجتمع قبل أن يكون مرآة الفنان نفسه، ففيه تتجلى الخطوط العريضة للحياة اليومية لأي مجتمع، كما تتجلى التقاليد والعادات والمسلمات وكل ما يتصل بحياة هذا المجتمع أو ذاك، ولهذا فإننا نرى أن الفن التشكيلي من أية خامة كان وبأية صورة ظهر هو عناوين كبيرة ونافذة مفتوحة لتتعرف الشعوب على بعضها البعض من خلاله. ومن الأهمية بمكان إصدار الكتب الخاصة بهذا الفن، لتكون مرجعاً لكل من أراد الإطلاع على حركة الفن التشكيلي وممارسيه وهواته ومؤسساته وغير ذلك، هذه الكتب هي بمثابة أساس يرتكز عليه الباحثون في استسقاء معلوماتهم حول هذا الموضوع. كتاب»تشكيليون سعوديون اليوم» الذي جمعه وقدمه الأستاذ عبد العزيز عاشور، الصادر من دار المحترف السعودي للنشر والتوزيع، والذي دعمته كل من وزارة الثقافة والإعلام ومركز الملك عبد العزيز الثقافي العالمي وشركة أرامكو السعودية. يقول عنه وزير الثقافة والإعلام الدكتور خوجة:»نأمل أن يشكل الكتاب إطلالة أنيقة على ما يدور في أروقة الفن والثقافة المعاصرة ويجسد نماذج من أعمالها». الفن هو مرآة المجتمع قبل أن يكون مرآة الفنان نفسه، ففيه تتجلى الخطوط العريضة للحياة اليومية لأي مجتمع، كما تتجلى التقاليد والعادات والمسلمات وكل ما يتصل بحياة هذا المجتمع أو ذاك كتاب من هذا القبيل حري به أن يكون في كل مكتبة من مكتباتنا العامة والخاصة، ليكون دافعاً وواقعاً وعلماً ومحركاً لكل من لديه موهبة كي يطورها ويصقلها لتكون بصمة يشار لها بالبنان وعنواناً من عناوين هذا الوطن الطيب. يقول الأستاذ عبد العزيز عاشور في وصف «الخطاب الفكري في الفن التشكيلي السعودي»»لقد اتسمت روح الفنانين بالمثابرة باتجاه الفن وبجهود ذاتية وفردية خاصة لا تخلو من مغامرة وشجاعة، ومن دون معاهد متخصصة في الفنون الجميلة». والآن فلنتكلم عن هذا الكتاب، هو كتاب من الحجم الكبير، طُبِع طباعة فاخرة، وبلغت عدد صفحاته مئتين وستاً وخمسين صفحة، أورد معد الكتاب في بداية صفحاته الخط الزمني لمسيرة الفن التشكيلي بالمملكة العربية السعودية، حيث قسّمه إلى عشرين حقبة، بدأت في العام 1957م وانتهت في العام 2006م، وما يجعل الكتاب جميلاً وفي ذات الوقت أكثر رواجاً هو ثنائيته اللغوية، حيث إن الكتاب يضم في كل صفحة جزأين مكتوبين الجزء الأول عربي بينما الجزء الثاني إنجليزي. ضم الكتاب ترجمة لسيرة ثمانية عشر فناناً تشكيلياً سعودياً هم:»هاشم سلطان عبد الرحمن السليمان باسم الشرقي محمد الصقعبي طه الصبان كمال المعلم منيرة موصلي عبد الله المرزوق عبد الرحمن المغربي زمان جاسم يوسف جاها عبد الله حمّاس فهد الحجيلان محمد الغامدي محمد فارع رائدة عاشور عبد العزيز عاشور عبد الله الشيخ». اعتمد المؤلف إيراد نبذة مبسطة عن حياة كل فنان، ومكان سكناه، والدراسات والشهادات والجوائز التي حاز عليها، وكذلك المعارض التي شارك فيها، كما يورد الكتاب صوراً لكل فنان، ونماذج من لوحاته الفنية، كما يورد نبذة عن الفنون التي يتميز بها كل فنان ومسميات اللوحات الواردة في الكتاب بل وحتى مقاساتها وحتى الخامات التي نفذت بها. * الفن هو مرآة المجتمع قبل أن يكون مرآة الفنان نفسه، ففيه تتجلى الخطوط العريضة للحياة اليومية لأي مجتمع، كما تتجلى التقاليد والعادات والمسلَّمات وكل ما يتصل بحياة هذا المجتمع أو ذاك .