بعد أن شاهد سيارة تعترض الطريق، وسائقها مرتبك يحاول الاتصال من هاتفه الجوال، وبجانبه طفل ملقى على الاسفلت أدرك أن هذا السائق قد دهس ذلك الطفل وهو الآن بين الحياة والموت. فتذكر سريعاً أن هناك مركزاً للهلال الأحمر قريباً منه. انطلق بسيارته ليستدعيهم. وصل المركز ودخل بسيارته للساحة، وفوجئ بألاّ باب له أو حارس، ومخلفات الطوب والأخشاب تملأ الساحة وليس هناك غرفة للاستقبال، فاضطر لاستخدام المنبه. وفي ذروة حماسه للمساعدة إذا بشخص من جنسية عربية يخرج من داخل المركز مرتدياً (مداساً للحمام) متجهاً لسيارة الإسعاف وكأنه ليس في حالة طوارئ. في هذا الوقت أقبل للمركز من الجهة الأخرى زميل للمسعف الأول (من المفترض أنه سيرافقه لذلك الحادث) قادماً من البوفيه ويمشي ببطء شديد. وفي محاولة لحثهما على الإسراع، طلب صديقنا منهما الاستعجال في محاولة لإنقاذ ذلك الطفل، ولكن كان ردّه نظرة عابرة فيها الكثير من الاستهتار واللامبالاة. لم أتمكن حتى الآن من معرفة حالة الطفل. وكل ما أتمناه هو أن يكون على قيد الحياة وبصحة وعافية. هذه قصة حقيقية حدثت في الدمام قبل يومين وأخبرني بها صديق مسؤول ومحل ثقة وهو على أتم الاستعداد للشهادة. ومن المؤلم ضياع الجهود المخلصة التي يقوم بها كبار مسؤولي هذا الجهاز بسبب مثل هذه التصرفات غير المسؤولة. ولكم تحياتي [email protected]