لكي نمهد لمستقبل مشرق لابد من الاهتمام بتجويد تأسيس اللبنة التي سيقوم عليها البناء، وطفل اليوم لبنة الغد صانع وجه المستقبل، لذا علينا الاهتمام بصيغة الخطاب اللفظي، والسمعي، والبصري الموجه للطفل، وتطويعه بما يتلاءم مع طبيعة هذا الكائن الذي يتمتع بخصوصية من حيث الإدراك والاحتياجات. وتُعد القصة أكثر الأجناس الأدبية تأثيراً في الطفل وأكثرها جاذبية له، بجميع صورها وأشكالها الشفهية المسموعة، والمرئية. وقد حظيت المكتبة السعودية خلال السنوات العشر المنصرمة بعدد من قصص الأطفال كتبها سعوديون، بعضهم شق طريقه في تطوير أسلوبه وطريقة إخراج القصة لتناسب طفل اليوم، وبعضهم لا يزال يحبو، ولا نزال نحتاج إلى أن نخطو خطوات واسعة جداً إذا أردنا أن نصل الى ما وصل إليه الآخرون في مجال قصة الطفل. لهذا نحن بحاجة إلى تأسيس رابطة لكتاب قصة الطفل السعوديين، وتمثيلها بموقع على الشبكة العنكبوتية، وبحاجة إلى إنشاء مكتبة عامة للطفل في كل مدن المملكة الرئيسة، وتزويدها بكافة الاحتياجات المادية. وعلينا تشجيع الأقلام الهادفة، والواعية التي توجه إنتاجها للطفل بإقامة المسابقات الأدبية في كتابة قصة الطفل، وعرض هذه القصص في القنوات الفضائية المحلية المختصة بالطفل، وتحويل بعضها إلى أفلام مرئية، وإدراج بعضها في المناهج الابتدائية بمادة القراءة في المرحلة الابتدائية. وقبل هذا على الكاتب الذي يقتحم هذا الميدان احترام عقل الطفل، والتدقيق في مدوناته الأدبية قبل طباعتها لغوياً، ونحوياً، وإملائياً، والاهتمام بعتبات النص كمداخل رئيسة للولوج إلى عالم النص، والاستفادة مما وصل إليه العالم الغربي من تقنيات متطورة في قصة الطفل، وتجويدها على مستوى كتابة النص. وهناك أهداف مرجوة من المؤسسات المعنية بشؤون ثقافة الطفل، لدعم كل ما يؤدي إلى تطوير أدب الطفل، نذكر منها: إقامة الندوات، والدورات، وورش العمل التي تعنى بتطوير الوعي الفني لدى الكتاب بتقنيات القصة، وعتبات النص، وتشجيع دور النشر بتخصيص جائزة سنوية لأفضل دار نشر، وتبني طباعة القصص المتميزة للتقليل من ثقل العبء المادي الملقى على كاهل الكاتب، وتخصيص جائزة سنوية لأفضل قصة.