كثير من الدول تخصص يوما خاصا للمعلم للاحتفاء به وتكريمه، وإضافة لهذا اليوم يحتفل العالم في 5 أكتوبر من كل عام بيوم المعلم العالمي للإشادة بدور المعلمين حول العالم... وإدراكا منه بأن المعلم هو أحد الأعمدة الأساسية التي تقوم عليها العملية التربوية والتعليمية فكانت مبادرة وزير التربية والتعليم الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود باعتبار العام الدراسي الجديد 1432/1433ه هو «عام المعلم» تأكيداً لمكانة المعلمين في المسيرة التعليمية التي يتحتم تواجدهم فيها، وأعتقد أنها بادرة طيبة وسنة حسنة جاءت في موعدها، ليس لتكريم المعلمين والاحتفاء بهم فحسب بل لبحث مشاكلهم وحلها، وتهيئة الأجواء المناسبة لهم لأداء وظيفتهم على أكمل وجه، بما يسهم في تحسين مخرجات العملية التعليمية، وبالتالي بناء أجيال ستحمل لواء مستقبل هذا الوطن. وسمو وزير التربية والتعليم كان يدرك جيدا هذا الأمر، فاستهل «عام المعلم» بالتوجيه بدراسة وضع المعلمين والمعلمات الراغبين في النقل والذين لم تتح لهم الفرصة لتحقيق رغباتهم خلال السنوات الماضية، ومعالجة وضعهم وتخفيف معاناتهم ليكونوا قريبين من أهلهم وذويهم. هذا القرار يضاف إلى عدد من القرارات السامية التي صدرت مؤخرا والقاضية بتثبيت الآلاف من معلمي ومعلمات العقود، إضافة إلى تثبيت زملائهم بمحو الأمية الصباحي والمسائي لتشكل إطارا عاما يسهم في تحقيق الاستقرار النفسي والوظيفي والأسري للمعلمين والمعلمات في احتفاليتهم، ولكن للأسف لا أجد جهدا موازيا على قدر هذه المبادرات والقرارات للتسويق إعلاميا على صعيد المجتمع بل وداخل النطاق التعليمي نفسه بأن هذا العام هو «عام المعلم»، بل وأكاد أجزم أن من بين المعلمين من لا يعرف من الأصل أن هذا العام هو عام المعلم، وحتى الموقع الإلكتروني الرسمي لوزارة التربية والتعليم خلا من أي إشارة توحي بأن هذا العام هو «عام المعلم»، ولم ألمس حتى الآن على أرض الواقع ثمارا للجان التي تم تشكيلها لتفعيل مشروع «عام المعلم»، وإن كانت هذه اللجان لم تبدأ عملها بعد؟ فمتى تبدأ إذن؟! كنت آمل أن تتاح الفرصة للمعلم نفسه في كل مكان بالمملكة بأن يشارك بنفسه في الإسهام في صنع هذه الاحتفالية، عبر تخصيص موقع للاحتفال بعام المعلم، يتاح فيه للجميع إرسال مقترحاته وآرائه، على أن يكون هناك لجنة متخصصة لدراسة هذه المقترحاتكنت آمل أن تتاح الفرصة للمعلم نفسه في كل مكان بالمملكة بأن يشارك بنفسه في الإسهام في صنع هذه الاحتفالية، عبر تخصيص موقع للاحتفال بعام المعلم، يتاح فيه للجميع إرسال مقترحاته وآرائه، على أن يكون هناك لجنة متخصصة لدراسة هذه المقترحات... كنت آمل أن يكون هناك جهد إعلامي من الصحفيين والكتاب للتسويق لهذا الحدث داخل المجتمع. الاحتفاء بالمعلم هو احتفاء بالعلم، وديننا الحنيف قد رفع من شأن العلم والمعلمين، يقول ربنا جل وعلا: { يَرْفَعْ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ}، والآيات في بيان فضل العلم وأهله كثيرة، وأولو الأمر لم يتوانوا في بذل كل ما من شأنه النهوض بالعلم والتعليم في بلادنا، ولكن بقي أن يقوم كل مسئول في موقعه بما عليه لننهض جميعا بالأجيال القادمة. وختاما، المعلم هو المصباح الذي يضيء لأبنائنا الدرب نحو مستقبل أفضل، وهو المعين لكم في تنشئة أبنائكم تنشئة صالحة، فربوا أولادكم على احترام معلميهم ومعلماتهم وأنزلوهم قدرهم... أيضا على كل معلم أن يدرك أنه صاحب رسالة وعليه أن يكون أمينا في أدائها مخلصا في القيام بها وألا يفعل ما ينتقص من قدره وصورته أمام تلاميذه والمجتمع... كذلك على كل مسئول بوزارة التربية والتعليم في موقعه أن يفعل كل ما من شأنه تذليل العقبات أمام المعلمين لأداء عملهم على أكمل وجه، ولكم في نهج وزيركم أسوة حسنة، وفق الله الجميع إلى ما يحبه ويرضاه. [email protected]