ودع الوسط الإعلامي الاثنين الكاتب والصحافي محمد صلاح الدين أحد أبرز رجالات الصحافة السعودية في الستينيات والسبعينيات من القرن الميلادي الماضي ولأكثر من نصف قرن اذ بدأ حياته الصحفية أواخر الخمسينيات الميلادية سكرتيراً لتحرير جريدة الندوة في مكةالمكرمة. صلاح الدين الذي يعد من رواد الصحافة السعودية بدأ حياته الصحفية عام 1386 مديراً للتحرير في جريدة المدينة واستمر في منصبه هذا بمهام رئيس التحرير حتى عام 1395، في مرحلة شكلت ملامحه المهنية الواضحة، تتلمذ عليه العديد من الصحافيين الذين برزوا في الصحافة السعودية ومن هؤلاء: أحمد محمد محمود رئيس تحرير جريدتي المدينة والمسلمون الأسبق وهاشم عبده هاشم رئيس تحرير جريدة عكاظ الأسبق ورئيس تحرير جريدة البلاد علي حسون. الراحل كان مثقفا كبيرا وكاتبا اسلاميا واجتماعيا متميزا يتمتع بالهدوء والاخلاق العالية بشهادة جميع من تعاملوا وعملوا معه. لقد وضع الراحل في تاريخ الصحافة السعودية لبنة العمل المهني الصحفي. وهو بعد مشواره الصحافي المتميز اتجه إلى القطاع الخاص في مجال الثقافة والفكر فكان رائدا من رواد صناعة النشر المتخصص اذ أسس الدار السعودية للنشر ووكالة مكة للإعلام التي تميزت بإصدار عدد من المجلات المتخصصة ومنها مجلة (أموال) المعنية بالمصرفية الإسلامية، ومجلة (أهلاً وسهلاً) الصادرة عن مؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية ومجلة الحج والعمرة، كما أصدر في الثمانينات الميلادية مجلة (أريبيا) وهي مجلة إسلامية باللغة الإنجليزية لم تستمر في الصدور طويلاً. ان الصحافة السعودية لن تنسى مسيرة الراحل محمد صلاح الدين وحضوره الفاعل مهنيا وفكريا وكذلك بعد نظره وانحيازه المطلق لهموم وقضايا أمته، على مدى قرابة نصف قرن ولن ننسى عموده الصحفي (الفلك يدور)، قبل توقفه إثر إصابته بجلطة دماغية في نوفمبر 2010، ليسافر إلى الولاياتالمتحدة الأميركية لمواصلة رحلته العلاجية التي عاد منها ليسلم روحه إلى بارئها في وطنه ويدفن في مكةالمكرمة.