اعلنت الهيئة العامة للسياحة والآثار عن اكتشاف احد اهم المواقع الاثرية في المملكة استأنس فيه الانسان والخيل قبل 9 آلاف عام وعثر فيه على هياكل عظمية ومومياء حنطت بطريقة مختلفة وفريدة كما عثر على تماثيل كبيرة للخيل ومواد اثرية من العصر الحجري الحديث. واكد نائب الرئيس للآثار والمتاحف الدكتور علي الغبان ان اكتشاف الموقع تم من خلال مواطن ابلغ عن الموقع الاثري وبعثت الهيئة بخبراء للتعرف على الموقع واكتشاف ما به واضاف الغبان ان المشاركة تمت في هذا الموقع الاثري من اكثر من دولة عربية وغربية وعلماء سعوديين ايضا . وقال نائب الرئيس للآثار والمتاحف ان خادم الحرمين الشريفين وجه بأن تعرض الآثار المكتشفه على العالم مبينا ان الترتيبات بدأت لعرض الآثار تلك في متاحف ببريطانيا وامريكا وداخل المملكة ايضا واوضح ان المملكة تضم اكثر من 100 الف موقع اثري وتزخر المملكة ب 30 عالم آثار يستعان بهم في الاكتشافات الاثرية ، وبين ان الموقع الذي تم اكتشاف الآثار به يطلق عليه "المقر" في منطقة متوسطة بين محافظتى تثليث ووادي الدواسر، ويبعد عن مركز القيرة الذي يتبع محافظة تثليث قرابة 40كم. وتتميز المنطقة التي يقع فيها الموقع بتضاريس خاصة، تمثل نقطة التقاء هضبة نجد بأطراف المرتفعات الشرقية، ولذلك تنتشر فيها تكوينات جبلية قليلة الارتفاع تتخللها الأودية. ويخترق الموقع وادياً كان في الأصل نهراً جارياً ينحدر باتجاه الغرب مشكلاً شلالاً كبيراً يصب في الأراضي المنخفضة الواقعة إلى الغرب من الموقع، ويوجد الموقع على ضفتي هذا النهر. د.الغبان يعلن تفاصيل الاكتشاف خلال المؤتمر الصحفي (تصوير : فيصل حقوي) وعاش الإنسان في هذا المكان قبل التصحر الأخير، أو خلال فترة التحولات المناخية التي انتهت بانتشار التصحر في المنطقة، ولعل تلك التحولات هي سبب استقرار الإنسان في هذا المكان. كما مارس سكان هذا المكان الزراعة وتربية الحيوانات، وتنتشر على سطح الموقع مواد أثرية متنوعة من الأدوات الحجرية التي تشمل رؤوس السهام والمكاشط دقيقة الصنع - من الأنواع التي استخدمها الإنسان في فترة العصر الحجري الحديث. وباشرت الهيئة العامة للسياحة والآثار استكشاف الموقع والبحث فيه في شهر ربيع الثاني 1431ه/ مارس 2010م وعثر الفريق الاستكشافي بالموقع على تماثيل لحيوانات متعددة استأنسها الإنسان الذي عاش في هذا الموقع، واستخدم بعضها الآخر في نشاطاته وحياته اليومية، ومن هذه الحيوانات: الضأن والماعز والنعام، والكلب السلوقي، والصقر، والسمك والخيل. وتدل المواد الأثرية الموجودة بالموقع على أن فترة العصر الحجري الحديث، هي الفترة الأخيرة التي عاش فيها الإنسان في هذا المكان 9 آلاف سنة قبل الوقت الحاضر، وإليها يعود تاريخ الأدوات الحجرية التي تم التقاطها من سطح الموقع. وتوجد بالقرب من الموقع مواقع أخرى أقدم تاريخاً يمكن نسبتها إلى العصر الحجري الوسيط. ويعد وجود تماثيل كبيرة الحجم للخيل في الموقع مقترنة بمواد أثرية من العصر الحجري الحديث يرجع تاريخها إلى 9000 سنة قبل الوقت الحاضر، اكتشافاً أثرياً مهماً على المستوى العالمي، حيث ان آخر الدراسات حول استئناس الخيل تشير إلى حدوث هذا الاستئناس لأول مرة في أواسط آسيا "كازاخستان" منذ 5500 سنة قبل الوقت الحاضر. ويؤكد هذا الاكتشاف أن استئناس الخيل تم على الأراضي السعودية في قلب الجزيرة العربية قبل هذا التاريخ بزمن طويل. وتوجد على الصخور المجاورة للموقع رسوم صخرية من فترة سكنى الموقع، رسمت فيها بالحز صور وعول ونعام وحيوانات أخرى، وأشكال آدمية، كما تعرض إحداها صورة فارس على صهوة جواد، وأخرى لصيد الوعول بالكلاب السلوقية، وتحيط خمسة من الكلاب بوعل في شكل دائرة. وهذه الرسوم الصخرية اكتسبت طبقة عتق داكنة جداً وقريبة من اللون الأسود لتقدم تاريخها، مما يؤكد أنها نفذت خلال فترة استخدام الموقع، كما وجدت رسوم صخرية أخرى لخيول وأشكال آدمية على ألواح حجرية بين أنقاض المبنى الرئيس الذي يتوسط الموقع. ويزيد عدد المواد الأثرية التي جمعت من سطح الموقع عن 80 قطعة. ويجري العمل على تشكيل فريق علمي يشترك فيه عدد من الباحثين الدوليين للقيام بالبحث والتنقيب في هذا الموقع والكشف عن مزيد من الأسرار.