النفس البشرية تحدث بكثير من الأحاديث، وقد يعمل بعض الخيرين كما أسلفت على شراء وجاهتهم بما يقدمونه من فعل الخير، ولكن كيفما تكون النيات يكون الأجر، لأن الأعمال بالنيات الفعل الخيري لا يحتاج لإظهاره كسلوك نبيل يقابله حصول شهرة أو كسب وجاهة اجتماعية أو سياسية أو دنيوية، وقد يميل كثير من الخيرين الى كتمان ما يقدمونه باعتبار أن ذلك لا يعبث بالأجر أو يسمح للشيطان بأن يخدع النفس بما قدمت لوجه الله تعالى، غير أن مسألة الإعلان عن ذلك الفعل ليست تنطوي بالضرورة على أغراض أو أهداف شخصية بالظهور كنجم إنساني أو خيري يحقق وجاهته تلقائيا من خلال ذلك حتى يبدو وكأنه اشترى تلك الوجاهة بما قدمه من خير أو تبرع لصالح أفراد أو جمعيات. النفس البشرية تحدث بكثير من الأحاديث، وقد يعمل بعض الخيرين كما أسلفت على شراء وجاهتهم بما يقدمونه من فعل الخير، ولكن كيفما تكون النيات يكون الأجر، لأن الأعمال بالنيات، فهذا عثمان بن عفان تبرع بتجارته وجهز جيش العسرة، وذلك معلوم ولكن لم يتباه به أو يجيره لمصلحة خاصة ليحصل على حظوة أو موقع متقدم في مجتمع الصحابة الذين ضربوا المثل الرائعة في نقاء النفس وتقواها في هذا السياق، عن عمر بن الخطاب قال أمرنا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوماً أن نتصدق، فوافق ذلك مالاً عندي، فقلت اليوم أسبق أبا بكر إن سبقته يوماً، فجئت بنصف مالي، فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (ما أبقيت لأهلك؟ قلت: مثله، قال: وأتى أبو بكر رضي الله عنه بكل ما عنده، فقال له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ما أبقيت لأهلك؟ قال: أبقيت لهم الله ورسوله، قلت: لا أسابقك إلى شيء أبداً). والسلوك الخيري مسألة فطرية، يعززها فينا ديننا الحنيف وعندما يقدم فاعل خير على التبرع وفي نيته إظهار قدراته الخيرية التي يستحسن فيها لدى العامة، فغالبا ما لا ينال مراده،مسألة الإعلان عن ذلك الفعل ليست تنطوي بالضرورة على أغراض أو أهداف شخصية بالظهور كنجم إنساني أو خيري يحقق وجاهته تلقائيا من خلال ذلك حتى يبدو وكأنه اشترى تلك الوجاهة بما قدمه من خير أو تبرع لصالح أفراد أو جمعيات. ويقابل خيره الذي يبذله ببرود وفتور، وذلك أسوأ ما يمكن أن يعلمه الآخرون عن مدعي فعل الخير، ولعلنا في شهر رمضان المبارك نلمس إقبالا كبيرا على بذل الخير والمعروف، بلا استثناء بغية تحصيل الثواب والأجر من رب العباد، ولكننا في ذات الوقت نلمس مفارقات غريبة ومدهشة قياسا بما يجري حولنا في غير شهر رمضان المبارك، حيث نجد أن قائمة المتبرعين بثرواتهم في العالم لا يوجد بهم للأسف مسلم أو عربي واحد. فضيلة الزهد تغيب لدينا حتى يبدو وكأنه لا أحد يجرؤ على التخلص مما يملك ابتغاء وجه الله في وقت نجد فيه كثيرا من الفقراء لا يملكون قوت يومهم في كثير من بلاد العرب والمسلمين، فيما يزداد الأغنياء غنى ويترفون بحياتهم بصورة مبالغ فيها، وهؤلاء لا يرجى منهم، بحسب تقديري وكوني من ابناء الأمة، أن يحذو حذو أولئك الغربيين الأكثر ثراء للتبرع بنصف ثرواتهم لصالح جهات خيرية وعلمية، وكان صاحب هذه المبادرة الإنسانية عملاق الكمبيوتر بيل غيتس الذي تبلغ ثروته 54 مليار دولار وسيتبرع بنصفها لصالح البحث والتطوير الطبي في دول العالم الثالث، وأيضا وورن بافت صاحب ثروة تقدر ب 47 مليارا سيتبرع بنصفها لصندوق بيل غيتس ومنظمات المساعدات الخيرية، وسيتبرع رئيس بلدية نيويورك مايكل بلومبرغ الذي يملك 18 مليارا بنصفها للمنظمات الخيرية خاصة تلك المتواجدة في مدينته نيويورك، فيما سيتبرع بارون هيلتون صاحب شبكة فنادق هيلتون والذي تبلغ ثروته 2.5 مليار بنصفها لصالح من لا يملكون مكانا للسكن "هوملس" ومناطق الكوارث والبحوث الطبية، وغيرهم كثر من أصحاب المليارات، ولم يفت القطار الخيري أصغر ثري في قائمة الأغنياء وهو مارك زوكربرج مؤسس موقع فيسبوك للتواصل الاجتماعي على الانترنت بالتبرع بمعظم ثروته والتي تقدر بحوالي 6.9 مليار دولار، والسؤال: ألسنا أحق وأولى بتلك المبادرات من هؤلاء القوم، فعلها عثمان بن عفان والصحابة الكرام منذ فجر الدعوة ولم نقرأ بعدها نموذجا بأفضل مما جاء به هؤلاء الغربيون.. هناك خلل في فهم الثروة التي سيحاسب الله على كل درهم فيها عن مصدره وفيما أنفق، وقد تنقضي الأعمار ويمسك الأغنياء بدراهمهم حتى الرمق الأخير. [email protected]