تختلف طقوس الاستعداد لاستقبال شهر رمضان في سلطنة عُمان حيث يتم الاستعداد للشهر الكريم منذ وقت مبكر، وقبل دخول الشهر الكريم بعدة شهور ويتواصى الناس بالخير ويذكر الناس بعضهم بعضًا باقتراب موعد حلول شهر رمضان. يستقبل أهل عُمان شهر الخير بالفرحة والبهجة والسرور؛ وأكثر ما تتجلى هذه المشاعر في الليلة الأخيرة من شهر شعبان حيث يخرج الناس لمشاهدة هلال رمضان، ويتنافسون في مراقبة هلاله، ويبحثون عن الأماكن المرتفعة، فيصعدون إليها شغفًا وطلبًا للفوز برؤية الهلال حيث إن رؤية الهلال لها ميزة ومكانة عند الناس في عُمان، لذلك نرى أن من يسبق إلى رؤية هلال رمضان يشتهر اسمه بين الناس ويذيع صيته. وتتنوع الأكلات الرمضانية على المائدة الرمضانية حيث تجد (الشربة) و(الهريس) و(الثريد) وغير ذلك من الأكلات الخليجية المشهورة في هذا الشهر الكريم. أما فيما يتعلّق بالحلوى فإن أهل عمان قد تميّزوا عمّن سواهم من أهل الخليج ب «الحلوى العمانية»، وهي حلوى لذيذة لا يخلو منها البيت العماني طيلة أيام العام، ولها أنواع عدّة تتفاوت في قيمتها ومكوّناتها، ويأتي في مقدمها «السُلْطانية» و»بركا» و»نزوى» و»صحار»، وتأخذ هذه الحلوى ألوانا عدة، فمنها أسود اللون ومنها ما هو أصفر ومنها الأحمر، ويتم إضافة «اللوز» أو «الفستق» إليها، وفي بعض الأنواع يُضاف إليها «الكازو» والزعفران والهيل والسمن العربي، وحديثاً تم إدخال التمر في هذه الحلوى رغبة في تطوير صناعتها واستحداث مذاقاتٍ جديدة لها. واجتماع الاسر في رمضان ظاهرة تشتهر بها الموائد الرمضانية عند أهل عُمان، حيث يتكرر اجتماعهم أكثر من مرة في اليوم الواحد؛ فإضافة إلى اجتماعهم وقت أداء الصلوات المكتوبة، يجتمع الناس في حلقات لتدارس وقراءة القرآن بعد الفجر والعصر من أيام رمضان؛ كما يجتمعون عند تناول طعام الفطور في البيت داخل الأسرة الواحدة، أو في المسجد داخل أهل الحي الواحد ويلتقي الجميع لشرب القهوة بعد أداء صلاة التراويح ومن العادات أيضًا عند أهل عُمان اجتماعهم في اليوم السابع والعشرين في الأسواق لشراء مستلزمات العيد. وتعقد في هذا الشهر المبارك مجالس الصلح والمصالحة بين المتخاصمين والمتشاحنين والمتنافرين حيث يسامح المتخاصمون بعضهم بعضًا، ويتناسى المتشاحنون ما كان بينهم من شحناء وبغضاء، ويصل المتقاطعون ما أمر الله به أن يوصل. أما استقبال العيد عند أهل عُمان فله بهجته وموقعه الخاص في النفوس، حيث يخرج الناس إلى المصليات التي أعدت لأداء صلاة العيد، فيؤدون الصلاة جماعة. وتقام بالقرب من تلك المصليات مجمعات للتسوق، واستراحات للتعارف والتزاور واللقاء. ويرافق ذلك أحيانًا إطلاق بعض العيارات النارية احتفاء بقدوم العيد السعيد. كما تُنَظم بعض اللقاءات بين الرجال يقومون خلالها ببعض الحركات (الدبكات) التي تدل على أصالة الأجداد ومفاخر التراث. ويلاحظ التواجد المكثف للأطفال في تلك المواقع حيث يحضرون ابتغاء الحصول على الهدايا والحلوى التي تقدم في العيد خصيصًا لهم.