من الصعب تحديد السنة التي وضعت فيها كسوة الكعبة الداخلية إلا أنه بتتبع واستقراء في المصادر التاريخية نجد أن ثمة إشارة لوجودها بالعصر العباسي الثاني ويشير العالم الرحالة ابن جبير إلى وجود ستارة لسقف الكعبة من الداخل سنة 579ه «وسقف البيت مجلل بكساء من الحرير الملون» وهذه أول إشارة لكسوة داخلية عثر عليها في المصادر التاريخية وفي الوقت الذي أشار فيه المؤرخون إلى الكسوة الداخلية منذ عصور الجاهلية وقد كانت تكسى على فترات متباعدة. ونجد إشارة تاريخية إلى الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة كساها الملك المظفر صاحب اليمن سنة 659ه وظلت مائة سنة إلى أن كساها الملك الناصر حسين بن محمد بن قلاوون سنة 761ه وبقيت هذه الكسوة إلى أن كساها السلطان الأشراف برسباي سنة 826ه, وفي العصر العثماني أوقف السلطان سليمان المشرف كسوة داخلية للكعبة المشرفة مرة كل خمسة عشر عامًا هذا بالإضافة إلى ما اختص سلاطين آل عثمان أنفسهم بإرسال كسوة داخلية كلما اعتلى أحدهم عرش الدولة العثمانية وظلت مصر تقوم بصناعة الكسوتين الخارجية والداخلية للكعبة المشرفة إلى عام 1118ه حيث أمر السلطان أحمد الثالث بن محمد الرابع بحياكة كسوة الكعبة الداخلية في استانبول بتركيا ومنذ ذلك الوقت اختصت استانبول بحياكة الكسوة الداخلية للكعبة واستمر الحال هكذا إلى عهد السلطان عبدالعزيز بن السلطان محمود الثاني الذي أرسل كسوة داخلية عام 1277ه وبقيت داخل الكعبة حتى بسط الملك عبدالعزيز آل سعود سلطانه على الحجاز, وأمر رحمه الله باستبدال الكسوة العثمانية بكسوة أخرى أرسلها سلطان البهرة بالهند عام 1355ه ثم أمر بصنع كسوة جديدة وتم تركيبها عام 1363ه. وظلت هذه الكسوة حتى أمر الملك خالد بن عبدالعزيز بصنع كسوة داخلية جديدة بمصنع الكسوة بأم الجود بمكة المكرمة وتم تركيبها عام 1403ه في عهد الملك فهد رحمه الله، واستبدلت في عام 1408ه بكسوة أخرى جديدة صنعت أيضًا بمصنع كسوة الكعبة المشرفة بأم الجود وأخيرًا وبعد أن تم ترميم الكعبة ترميمًا شاملاً في عهد خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز "طيب الله ثراه " استبدلت الكسوة القديمة بأخرى جديدة وكان ذلك عام 1417ه وقيل عن زركشة الكسوة الداخلية للكعبة المشرفة إنه لم يكن هناك اهتمام بزركشتها بالمخيشات الذهبية أو الفضية بقدر الاهتمام بنوعية الحرير الذي تصنع منه أو لونه فقد كان غالبًا من الحرير الأحمر حتى آخر كسوة كانت من سلطان البهرة وفي عهد الملك خالد رحمه الله أمر بصنع كسوة داخلية وأمر بتغيير لونها إلى الأخضر وقد كسيت بها الجدران الداخلية للكعبة بعد موته رحمه الله وذلك في عهد الملك فهد بن عبدالعزيز رحمه الله واستمر لونها أخضر بعد ذلك كُتب عليها "لا إله إلا الله محمد رسول الله" .