أطلق مسلح يرتدي زي الشرطة النار على معسكر شبابي للحزب الحاكم في النرويج الجمعة مما أدى إلى مقتل 84 شخصا على الأقل وعشرات الجرحى وذلك بعد ساعات من مقتل سبعة في انفجار قنبلة في منطقة مبان حكومية في العاصمة النرويجية أوسلو. وذكر شهود إن المسلح الذي قالت الشرطة أنه نرويجي يبلغ من العمر 32 عاما أطلق النار بشكل عشوائي على شبان تجمعوا لعقد اجتماع للجناح الشبابي بحزب العمال الحاكم بزعامة رئيس الوزراء ينس شتولتنبرج في جزيرة أوتويا السياحية. وكان هذا أكبر هجوم في أوروبا الغربية منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 والتي أدت إلى مقتل 191 شخصا. وقالت محطة /تي في 2/ التلفزيونية النرويجية أن المسلح الذي وصف بأنه طويل القامة وأشقر له صلة بجماعات يمينية متطرفة. وقالت الشرطة السبت أن الرجل وجهت له تهمة تفجير القنبلة وإطلاق الرصاص. وقال رئيس الوزراء في مؤتمر صحفي السبت//تحولت جزيرة كانت تمثل الفردوس إلى جحيم.// وقال : «لم نمر بكارثة أسوأ من هذه في بلدنا منذ الحرب العالمية الثانية». وأضاف أنه لا يريد التكهن بشأن دوافع الهجمات لكنه أضاف //مقارنة بدول أخرى لن أقول أنه ليس لدينا مشكلة كبرى مع المتطرفين اليمينيين في النرويج. لكن لدينا بعض الجماعات وقد لاحقناهم من قبل وشرطتنا تعلم بوجود بعض الجماعات اليمينية.// وقال شهود عيان أن الشبان في المعسكر المقام على شاطئ بحيرة فروا يصرخون في فزع وقفز كثير منهم في المياه لإنقاذ أنفسهم عندما بدأ المهاجم يمطرهم بوابل من الرصاص. وقالت أنيتا لين /42 عاما/ التي تعيش بجوار بحيرة تيريفيورد الواقعة على بعد بضع مئات من الأمتار من جزيرة أوتويا الواقعة شمال غربي أوسلو //لم أر سوى أشخاص يقفزون إلى الماء ..نحو 50 شخصا يسبحون في اتجاه الشاطىء.الناس كانوا يصرخون ويرتعدون لقد كانوا مرعوبين. //كانوا صغارا جدا ما بين 14 و19 سنة.// وقال يورجين بينون وهو أحد الناجين وكان في الجزيرة في ذلك الوقت //رأيت أشخاصا يتعرضون لإطلاق النار. حاولت أن أجلس هادئا بقدر الإمكان. اختبأت وراء بعض الأحجار. رأيته مرة على بعد ما بين 20 و30 مترا مني. فكرت في أنني خائف على حياتي وفكرت في كل الناس الذين أحبهم.// وقالت ناجية تدعى هانا عمرها 16 عاما لصحيفة أفتنبوستن النرويجية //لقد تجمعنا جميعا في المنزل الرئيسي للتحدث عما حدث في أوسلو. فجأة سمعنا طلقات رصاص. اعتقدنا في البداية أنه سلوك أحمق. وحينئذ بدأ الجميع في الركض. //شاهدت شرطيا واقفا هناك يضع سدادات في أذنيه. قال /أود أن يتجمع الجميع/. ثم ركض و بدأ إطلاق النار على الناس. ركضنا ناحية الشاطئ وبدأنا السباحة.// وأضافت هانا أن المسلح أطلق النار على الناس في المياه. واحتمى كثيرون بالمباني مع تردد دوي إطلاق النار في أنحاء الجزيرة التي كانت تستضيف المعسكر السنوي لجناح الشباب بحزب العمال القوة المهيمنة على السياسة منذ الحرب العالمية الثانية. وفر الشبان الخائفين إلى الغابات أو حاولوا السباحة للوصول إلى مكان آمن. وبحثت سفن عن ناجين حتى حلول الليل. وحلقت طائرات هليكوبتر في الجو. وحطمت القنبلة التي هزت وسط المدينة بعد الظهر نوافذ مبنى رئيس الوزراء وألحقت أضرارا بمبنيي وزارتي المالية والنفط. واعتقلت الشرطة المسلح الذي تعتقد أن له صلة أيضا بالتفجير وعثرت في وقت لاحق على متفجرات لم تنفجر في الجزيرة الواقعة شمال غربي أوسلو. وكان هذا أكبر هجوم في أوروبا الغربية منذ تفجيرات قطارات مدريد عام 2004 والتي أدت إلى مقتل 191 شخصا. وقال جاكوب جودزيميرسكي الباحث الكبير في المعهد النرويجي للشؤون الدولية أنه يشتبه في أن جماعة يمينية وليست جماعة إسلامية وراء ما حدث. ونشأت جماعات يمينية في النرويج ومناطق أخرى في شمال أوروبا حول قضية الهجرة. وأضاف //سيكون أمرا غريبا جدا أن يكون للإسلاميين زواية سياسية محلية. الهجوم على اجتماع شبان حزب العمال يشير إلى أنه شيء آخر. لو كان الإسلاميون يريدون شن هجوم لكانوا فجروا قنبلة في مركز تجاري قريب بدلا من جزيرة نائية.// وأسفر التشدد اليميني عن وقوع هجمات متفرقة في دول أخرى من بينها الولاياتالمتحدة. ففي عام 1995 قتل 168 شخصا عندما فجر تيموثي مكفاي شاحنة ملغومة عند مبنى اتحادي في مدينة أوكلاهوما. وتعرضت الدول الاسكندنافية الأخرى بالفعل للعنف أو للتهديد به إذ أحبط هجوم بقنبلة في العاصمة السويدية ستوكهولم في ديسمبر الماضي و تم قتل المفجر. إيقاف أصولي مسيحي ووصفت الشرطة النروجية السبت المشتبه به الموقوف ب «الأصولي المسيحي» وحملته مسؤولية الاعتداءين الداميين اللذين أسفرا عن مقتل 91 شخصا على الأقل في أوسلو وجزيرة قريبة منها، لكن بدون أن تستبعد توقيفات جديدة. و قال المسؤول في الشرطة روجر آندرسن أن الرجل النروجي الجنسية و «الأصل» هو «أصولي مسيحي» بحسب المعلومات الواردة على الانترنت ، موضحا أن آراءه السياسية تميل «إلى اليمين» بدون مزيد من المعلومات. لكن الشرطة رفضت لدواعي التحقيق كشف اسم المشتبه به الذي عرفت عنه وسائل الإعلام النروجية باسم آندرس برينغ بريفيك. وحمله المحققون مسؤولية الاعتداءين لكنهم لم يستبعدوا توقيفات جديدة كما أوضح آندرسون. ووصفت بعض وسائل الإعلام النروجية قبل ذلك بريفيك بأنه مقرب من أوساط اليمين المتطرف. وبحسب المعلومات الواردة بشأنه على صفحة الفيسبوك فإن الرجل وهو صاحب شعر أشقر متوسط الطول، يوصف بأنه «محافظ» و»مسيحي» عازب يهتم بالصيد و بالألعاب الإلكترونية مثل «وورلد أوف واركرافت» و»مودرن وارفير 2».