هل فعلاً (أن الحكام العرب يعشقون التصفيق أم أن الشعوب تعشق التصفيق) في الحارة والباردة؟ كل إعلام عربي يقول: إن قائده أو صاحبه أو سيده هو سر النجاح للوضع العربي.. والوضع العربي في أسوأ حالاته. إصلاح، عدالة، محاربة الفساد، يعلن هذا كل ميكرفون عربي.. وما زلنا نصفِّق للقديم والجديد. فتنة.. هذا هو رأي كل قائد عربي عن أي حراك سياسي في جغرافيته. وموتى القائد شهداء وموتى المطالبون بأي شيء في جهنم. والعكس كذلك. الموتى وهم في طريقهم إلى الجنّة أو جهنم.. هذا في غيبيات الخالق، فمن يملك الحق في قول موتانا شهداء في الجنة وموتاهم أشرار إرهابيون في جهنم؟! أنا لا أستطيع أن أقول: بل حرام.. إن الرطيان أو خالد السليمان أو حمود أبو طالب أو إبراهيم نسيب أو علي الدميني أو الشيحي أو قينان أو غيرهم في جهنم أو في الجنّة أو في منطقة محايدة. خبر من أكل مؤخرة الدجاجة والحكم عليه شرعاً كذبة.. والكذّاب طليق حر حي يرزق . أي إعلام هذا الذي يتوارى خلف كذبة . أحدهم ألقى كلمة أو مداخلة ثم صفَّق مع الحضور لنفسه وشكره الحاضرون وكأنه يقول: عندما لا يوجد حل فإن أي حل هو حل. أي مجلس! أي برلمان! أي مجلس يمكن احترامه وهو يصفق ويبتسم ويتثاءب وينام ثم يصحو على موجة جديدة من التصفيق في نفس المكان. أيها الحاكم.. الله هو الحاكم.. تصفيق لكل (فاهم) و(غير فاهم) ولكل ظالم وكل مظلوم وكل (دامع) وكل (ضاحك).. شوارعنا العربية مطاعم ونقاط بيع بطاقات الهاتف.. وسماسرة وكذابون وأصحاب أفئدة مؤمنة سيحيلون صمتهم وصبرهم إلى حالة سوف تتأسف عليها. المشهد الأخير: عابثون، إرهاب، دعم خارجي.. محاولة لإفساد والواقع الحر الهادئ، مؤامرة تستهدف أمن الوطن.. زعزعة الاستقرار الوطني.. إثارة الفتنة.. فتاوى، تبرير للعنف.. والعربي المسكين يتثاءب.. يريد أن ينام.. يبحث عن خبز ويوشك أن يصدِّق ما سبق ذكره.. ويقول عيني عليكم باردة أيها الحكام العرب.. ما تناموا عشانا (ولن ننام بعد الآن عشانكم). ورزقي على الله .. فاكس026946535