الذين يعبّرون عن غيظهم وسخطهم على شخص ما لقول قاله يشتمون ويسخرون ويكفرون و.. و.. هذا طبعا كلّ على طريقته في شبكات التواصل الاجتماعي وفي الصحف. ماذا لو تمكن هؤلاء من مقابلة من يواجهونهم بالكلمات التي تشبه اللكمات. هل سيتراشقون بالحجارة ام بالأحذية ولكليهما في تاريخنا الكثير من الحضور، وإن كان الفرق شاسعا بين الحجر الفلسطيني والأحذية التي تستخدم للتأديب والتحقير. إن ما كُتب ضد بعض الشخصيات الفاعلة والمؤثرة والتي عرفت باتزانها أمر مؤسف لأنه لا يتعلق فقط بمن كتب هنا أو هناك ،ولكنه يتعلق بجر المجتمع إلى أسلوب غير مهذب في التعامل مع اخطاء الآخرين أم مع عدم فهمنا أحيانا لما يقال. فقد يكون القول الذي تلقّفه الناس أعمق وأدق من أن تستوعبه عقولهم. لن أضرب مثالا على ذلك لأني انوي الكتابة عنه بالتفصيل ولكن اتمنى ألا تكون مساحات الحرية المتاحة للجميع سواء في (النت) أو الصحف مجالا يفسح لهم ان تتحول كل اقوالنا وأفعالنا إلى شتم ونسف شخص بكل مالديه من علم وثقافة ووعي أمام جاهل أو غير قادر على الاستيعاب،تلك الغضبة العالمية المعبر عنها بالحذاء لا نريدها ولا نريد لعقولنا أن تتساوى معها في الأثر، وهو أثر لا يمتد كثيرا مابين انتزاعه من القدم واستخدامه كسلاح أو مطرقةوفي هذه الحالة لن نختلف كثيرا عن سجل لهم التاريخي حمل الحذاء كسلاح مثل شجرة الدر التي ضربت بالشباشب وتمثال صدام حسين الذي اوسع ضربا بكل انواع النِّعل والأحذية! وللحذاء في العراق صولات وجولات، فقد هدد به يوما أحد رؤسائها قائلا: أكبر رأس أضربه بهالكندرة! ثم جاء الحذاء الذي قذف في وجه بوش (ولم يضرّه وأوهى قرنه الوعل) أمّا في روسيا فقد استخدم خورشوف حذاءه كمطرقة على الطاولة لإسكات الحضور، فكانت دعوة للتعقّل بالحذاء! تلك الغضبة العالمية المعبّر عنها بالحذاء لا نريدها، ولا نريد لعقولنا أن تتساوى معها في الأثر وهو أثر لا يمتد كثيرا مابين انتزاعه من القدم واستخدامه كسلاح أو مطرقة. نريد عقولاً ثابتة في مكانها لأن نزعها قول يحتاج إلى فحص وتدقيق أو خطأ عابر وقع فيه من وقع. [email protected]