الشرقية دخلت فى صيف ملتهب الحرارة والرطوبة معا، هكذا تشير كافة التقارير لخبراء الأرصاد الجوية ، كما يكشف الواقع العملي أننا مقبلون على ارتفاع هائل فى الحرارة ومع دخول شهر رمضان هذا العام فى أول شهر أغسطس المعروف بالحرارة العالية تحذر التقارير من أن المنطقة الشرقية ستكون بها درجة الحرارة والرطوبة الأعلى فى شهر رمضان. وكشف مشرف الادارة العامة للتحاليل والتوقعات بالرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة محمد بابيضان بانه لايزال من المتوقع ان تشهد اجواء المملكة حرارة عالية تستمر بالارتفاع تصاعديا حتى نهاية شهر رمضان وقال بان المنطقة الشرقيه هي اكثر المناطق في المملكة تأثرا بدرجة الحرارة العالية والرطوبة هذه الفترة واضاف بابيضان أنه من المتوقع ان تصل درجة الحرارة الى 50 درجة مئوية خلال الفترة المقبلة وتحديدا في المنطقة الشرقية والمناطق الواقعة على الساحل الخليجي والبحر الاحمر مشيرا الى ان شهر رمضان هذا العام يتزامن مع شهر اغسطس المعروف بارتفاع الحرارة بشكل كبير بالاضافة الى تسرب كميات كبيرة من الهواء الساخن من شبه الجزيرة الهندية . درجة الحرارة ستصل 50 درجة مئوية خلال الفترة المقبلة وتحديدا في المنطقة الشرقية و الأسماك تهرب من سطح البحر وتلجأ للأعماق وقال مشرف الادارة العامة للتحاليل والتوقعات بان نسبة الرطوبة تتراوح بين 80 و 95 بالمائة في المناطق الساحلية ، اما على صعيد الغبار والعواصف الترابية فقال بابيضان لازلنا في منتصف فصل الصيف وهي الفترة الاهم في تكوين الاتربة والعواصف التي من المتوقع ان تشهدها المنطقة الشرقيه والوسطي للمملكة بسبب سرعة الرياح مبينا بانها ستقل كلما وصلنا الى نهاية شهر رمضان. ولم يقتصر تأثير الرطوبة المسيطرة على أجواء الشرقية على الحالة النفسية للإنسان وسلوكه والتغيرات التي تصاحبه ، فقد دخل تأثير الرطوبة الزائدة على أعماق البحار وعلى الكائنات التي تعيش بداخلها.
تأثر الصيد خلال الايام المقبلة يقول الصياد وعضو جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية داوود سلمان آل إسعيد أن تأثير الأجواء لا يقتصر على الإنسان وحده وسلوكه فيمتد تأثيره على البحار وما يعيش فيها ومثل هذه الأجواء الرطبة تقلل من تناول الأسماك للغذاء بعكس ما هو عليه في فصل الشتاء أو الأيام المعتدلة ، ففي الصيف وأيام الرطوبة القوية يتجه معظم الأسماك للقاع وتبتعد عن السطح نتيجة للحرارة الزائدة والرطوبة المرتفعة التي تجبر أسراب الأسماك بالابتعاد عن السطح وهذا بدوره يقلل من صيد الأسماك هذه الأيام ، مؤكدا أن الصيد بآلة السنارة يقل عن غيره في أيام الرطوبة والحرارة ، مبينا أن السمك المشهور في المنطقة والمعروف بالعربي يتجه للقاع مثل الشعري والقرقفان والسبيطي وغيرها من الأسماك الأخرى ، مشيرا إلى أن الأجواء الرطبة تجعل بعض الأسماك يلتجأ للسطح بوقت قليل ثم ينزل للقاع مما يؤثر ذلك على صيده . وبين الصياد بفرضة دارين حسين علي تحيفة أن الأجواء الرطبة والحارة تؤثر على جميع الصيادين بالإضافة للأسماك التي تقل بنسبة بين 20 و30 بالمائة مؤكدا أنه تقل الأسماك السطحية مثل سمك الميد والجواف والذي يؤدي أحيانا لنفوق بعض منها بسبب الحرارة الزائدة والرطوبة المرتفعة والتي تقلل من كميات الأكسجين مبينا أن ذلك لم يحدث بعد إلى الآن كما إن الصيد بآلة القراقير تقل هذه الأيام نتيجة لقلة الأكل للسمك بسبب الأجواء الحارة . من جانبه بدأ المركز الإقليمي لمراقبة الجفاف والإنذار المبكر التابع لوكالة شؤون الأرصاد بالرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة في إجراء مسح ميداني على مناطق ومدن وقرى وهجر المملكة، لفحص النقاط المرجعية لمؤشرات الجفاف والغطاء النباتي، بهدف تحديث قاعدة البيانات الخاصة بمراقبة الجفاف وآثاره، وإصدار التقارير الخاصة بالجفاف والتوقعات الفصلية على مناطق المملكة. وأشار مساعد الرئيس العام لشؤون الأرصاد والمركز الوطني للأرصاد والبيئة الدكتور سعد محلفي إلى أن صاحب السمو الملكي الأمير تركي بن ناصر بن عبد العزيز الرئيس العام للأرصاد وحماية البيئة، خاطب عددا من الجهات الحكومية المعنية وذات العلاقة، مثل وزارتي الزراعة والشؤون البلدية والقروية لتعبئة نماذج الاستبيانات الخاصة بالمسح لتحديث قاعدة بيانات الجفاف وآثاره ومستوى مياه السدود والمياه الجوفية، وإرسالها للمركز الإقليمي لمراقبة الجفاف والإنذار المبكر لإعداد التقارير المطلوبة. وبين أن الرئيس العام وجه وكالة الأرصاد بتشكيل فرق عمل تتوزع على جميع مناطق المملكة لإجراء المسح وعمل مقابلات مع المزارعين والرعاة في كل منطقة، ليتم جمع مسوحات فريق عمل الرئاسة مع المسوحات الخاصة بالجهات الحكومية المعنية حتى يتسنى إصدار التقارير الخاصة بالجفاف والتوقعات الفصلية على المملكة. وأوضح الدكتور محلفي أن أهم العناصر التي يغطيها المسح تشمل الغطاء النباتي ومدى تأثير الجفاف على الأشجار والنباتات ونقص المسطحات الخضراء، وتأثير الجفاف سلبا على المياه الجوفية بما يؤدي لنقصها بشكل كبير نتيجة قلة الأمطار، وكذلك نقص الأراضي الزراعية بسبب ندرة الأمطار وتناقص المياه الجوفية مما يؤدي لتلف المحاصيل الزراعية، هو ما ينتج عنه تأثر الاقتصاد العام نتيجة تأثر الإنتاج الزراعي والحيواني والغطاء النباتي.