الألبان ارتفعت ريالا .. السيارات زادت .. مواد تموينية تضخم سعرها .. الملابس .. الأراضي .. الغلاء في أسواقنا أصبح أمرا عاديا فقد تجد سلعة بسيطة أردت شراءها بسعرها المعلوم ثم تفاجأ بزيادة ريال أو ريالين، ثم تعود بعد وقت قصير فتجد زيادة أخرى ولا تعرف لذلك سببا ولا مبررا. الزيادة ريالا أو ريالين فيقول الناس : الأمر سهل كلها هللات لا تضر، ثم (يشيل) البعض سلعته دون مبالاة لقيمة الارتفاع، وفي ظنه أن الحاجة لتلك السلعة لا تجعله يقف طويلا أمام تلك الزيادة. كما ان العزيمة النفسية للحفاظ على حقه متدنية، والهزيمة الداخلية مرتفعة عند إحساسه بصعوبة الحصول على حقه. شعور البعض محبط حين يرى نفسه رقما بسيطا لا يعني ولا يقدم شيئا عندما يتفاقم غلاء السلع حوله. لقد اعتاد البعض على ان يسلّم بحدوث الغلاء، وبالزيادة في الأسعار وتعود البعض على الاستسلام الكامن والكامل بكل ما يحصل من تغيرات في القيمة الشرائية سواء لرياله أو قيمة السلع نفسها. توجب الأمر أن يكون هناك مشروع حقيقي مستقل يحمي المجتمع من أي غلاء أو ارتفاع بدون مبرر وهذا المشروع يكمن في وجود جهة ذات قوة ضاربة، ونظام صارم، ودعم واضح لا يخضع لمركزية أو تبعية وزارة ما، بعيداً عن تأثير الأسماء والأشخاص، وقريب للوطن والمواطن. غلاء الأسعار أصبح عادة أسبوعية تقريبا وأمسى قبولنا وتقبلنا لها وببساطة أمرا متعودا فلا يثنينا زيادة ريال على السلع عن اقتنائها أو شرائها بسبب آخر غير اللامبالاة وهو رؤية ان الريال عند بعضنا لا يضير خصوصا عند بعض الذين يدفعون ثمن سلعهم دون حساب أو مراجعة أو اهتمام.. عادي فاليوم السلعة الفلانية ب «30» ريالا فلا يضر أن تكون غدا ب «31» ولا يهم ان تكون بعد شهر بخمسين لأن قيمة الريال فقدت في أول الأمر ، لذلك ستفقد في الأخير . كما أن قيمة السلعة في ذهن المشتري تبرمج على الزيادة ، وكذلك تحبط محاولة العودة إلى قيمة قديمة كنا نريدها، فبدلا من أن نتمنى ال «30» نجد أننا نسيناها أساسا فنتمنى الحصول ولو على 45 وهكذا. على الرغم من اهتمام القيادة الرشيدة بمسألة الغلاء، إلا أن شعارات وأصوات وجهود محاربة غلاء الأسعار ومنع ارتفاعها هي جهود للاسف غائبة .. ولم تعد هناك جهة أو فرد يمكن أن يسهم حقيقة في منع الغلاء أو على الأقل تبريره تبريرا منطقيا، فما نشاهده يجعلنا محبطين، وذاك لسبب بسيط هو أن هناك قوة خفية طامعة وجشعة تعبث وتلعب في كل الفضاءات دون رصد أو حساب، لذلك توجب الأمر ان يكون هناك مشروع حقيقي مستقل يحمي المجتمع من أي غلاء أو ارتفاع بدون مبرر وهذا المشروع يكمن في وجود جهة ذات قوة ضاربة، ونظام صارم، ودعم واضح لا يخضع لمركزية أو تبعية وزارة ما، بعيداً عن تأثير الأسماء والأشخاص، وقريباً للوطن والمواطن. كما أن مقاطعة سلعة ما تضخم سعرها تكون علاجا ناجعا إن كان هناك صبر وبحث عن بديل. ختام القول : الغلاء فتنة ومحنة كبيرة، لذلك وجب التعوذ منها.. والمواطن ضعيف لا يستطيع مواجهة الغلاء ولا يقدر ان يبادر بمقاطعة سلعة فلم يعتد على ذلك، لكن هناك أموراً يستطيع المرء الاستفادة منها، فلابد من الحذر من ريال الغلاء، ولابد من التفريق بين الضروريات والكماليات وتنظيم حياته ومصروفاته، وكذلك اختيار بدائل السلع، وعدم الإصرار على أسماء شركات معينة، وليبحث في أماكن أخرى تخفض أسعارها، ولعل لنا عبرة في عيشة بعض المقيمين المدبرين. [email protected]