أقرّت لجنة التخطيط والبناء المحلية في بلدية الاحتلال الإسرائيلي في القدسالمحتلة في جلستها الأخيرة المخطط الجديد لإقامة ما يسمى ب « متحف التسامح « على أرض مقبرة مأمن الله الإسلامية التاريخية في القدسالغربية، وأنه سيتمّ تحويل المخطط الى لجنة التخطيط اللوائية في القدس للمصادقة عليها نهائياً. أعمال ترميم بعد عمليات النبش المتواصلة لقوات الاحتلال. « اليوم» وأبدت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث» رفضها التام لإقامة المتحف المذكور على جزء مما تبقى على مقبرة مأمن الله، بغض النظر عن المخطط الجديد أو القديم، أو أي مخطط آخر لأي بناء على أرض مقبرة مأمن الله، ووصفت «مؤسسة الأقصى « هذه المصادقة على المخطط الجديد بأنه استمرار للجرائم الإسرائيلية بحق مقبرة مأمن الله وبحق المقدسات والأوقاف. واعتبرت إقامة هذا المتحف انتهاكاً صارخاً لحرمة الأموات المدفونين في المقبرة، ومساً خطيرا بمشاعر ملايين المسلمين في أنحاء العالم، خاصة وأنّ مقبرة مأمن الله هي أكبر واقدم مقبرة إسلامية في القدس، دفن فيها المسلمون أمواتهم منذ الفتح الإسلامي وعلى مدار 1400 عام، ودُفن فيها عدد من الصحابة الكرام، وعدد كببر من العلماء والفقهاء والشهداء والصالحين». وأضافت «مؤسسة الأقصى»: «لقد تابعنا ملف مقبرة مأمن الله لسنين طويلة عبر المتابعة القضائية والقانونية، وعبر الاحتجاجات الشعبية المتواصلة، ونقلنا ملف مقبرة مأمن الله من ملف محلي الى ملف عالمي، ونجحنا بإعاقة المشروع لسنين، وإننا نؤكد أننا سنواصل كل جهود ممكنة من أجل منع إقامة المتحف، حتى نحفظ حرمة أمواتنا وكرامتهم». وكانت «مؤسسة الأقصى للوقف والتراث « قد تابعت منذ ستة سنين بواسطة نخبة من المحامين ملف الاعتداء على مقبرة مأمن الله وإقامة المتحف المذكور، واستطاعت إيقاف المشروع التهويدي لثلاث سنين، الى أن قضت المحكمة العليا الإسرائيلية في العام 2008 م بإعطاء الإذن لإقامة المتحف، مع إجراء بعض التغييرات، إلاّ أن المشروع يلاقي إعاقات متواصلة، لأسباب مختلفة، خاصة في ظل اعتراض إسلامي عربي فلسطيني واسع لإقامة هذا المتحف، خاصة وأن العلميات التمهيدية لبناء المتحف المذكور تصاحبت بنبش مئات القبور وتكشف العظام والجماجم، إضافة الى مسلسل الاعتدءات الإسرائيلية على المقبرة منذ بدايات عام 1948م، حيث تمّ اقتطاع مساحات واسعة من المقبرة التي تصلّ مساحتها الى 200 دونم، لإقامة الحدائق العامة، وشق الطرق، وبناء الفنادق، ولم يبق الا نحو 20 دونما من مساحة المقبرة. في سياق متصل فقد كشف النقاب امس أن البلدية الإسرائيلية في القدس تخطط لإقامة موقف سيارات إضافي على ما تبقى من أرض مقبرة مأمن الله، بجانب المخطط المذكور للمتحف، وذلك في الجهة الجنوبية الغربية بتكلفة نصف مليون شيقل ( نحو 150 ألف دولار أمريكي )، وعند فحص الموضوع من قبل «مؤسسة الأقصى» مع البلدية العبرية في القدس، ادعوا انه لم يقدم حتى الآن مخطط رسمي في هذا الشأن، علماً أنّ مصادر عبرية قالت: إن التخطيط لهذا المشروع في بداياته الأولى على جهة الفحص والتخطيط.