منذ فترة ليست بالقصيرة وانا ألحظ على صديقي «يكيكي» سلوكيات بيني وبينكم غير مستأنسة، وفيها الكثير من الاستهبال والبلادة مع كثير من الزعيق والعناد والرفس بالأرجل متى ما خرج عن طوره.. حقيقة ازعجني الموضوع وقلقت كثيراً على يكيكي خاصة انه الرأسمالي الأوحد الذي خرجت به من عوالم الصخب والصراعات وكل اشكال الأمراض المجتمعية البشرية والمؤسسية فى مجتمعنا.. وقررت ان ارتب له موعداً على غير العادة مع طبيب اعرفه منذ ازمنة غابرة «طبه صحيح على قده» فهو خريج اولى بعثاث الطب لشبه القارة الهندية ويعرف اوردو اكثر من العربية والأنجلوساكسونية، بيني وبينكم انتحيت بيكيكي جانباً وسألته فيما اذا كانت لديه هوايات احتكاك بالمخلوقات المستأنسة او حتى المتوحّشة مؤخراً او زيارات لحدائق الحيوانات من باب الاطمئنان فقط، فأكد لي الرجل انه يكره كل المخلوقات الأقل رتبة من الإنسان ولكنه مع التعلّم فى عباد الله هنا ادركته حرفة الطب بشكل بزّ فيه اقرانه من خريجي زمالات الغرب والعرب الضاربة هذه الأيام.. اخذت يكيكي للطبيب خارج عيادته لكي لا ينزعج يكيكي ولئلا يصاب بهلع من أي نوع كان قد يتسبب لا سمح الله له فى إعطاب جمجمته العظيمة التي يتميّز بها عن كثير من المخلوقات هنا.. وفعلاً التقى الرجلان وامضينا يوماً رشيقاً بين شواء وسواليف وفرجة على الخيل والبعارين وبقية الحيوانات الداجنة والمستأنسة لدى اخينا الطبيب خارج الرياض.. وفي نهاية اليوم وقبيل المغادرة، انفرد بي الطبيب متسائلاً: ما نوع هذا اليكيكي فقلت له عفواً ماذا تقصد بالنوع يا دكتور؟، فأجابني الرجل ان يكيكي يجسّد كل سلوكيات الاستحمار- اكرمكم الله - التي هو خبير بها بحكم عشرته المزمنة مع الحمير الحقيقية والمقلّدة.. حقيقة اذهلني الرجل ولم املك إلا ان انافح عن يكيكي بأنه من انظف الأدمغة فى وقتنا الغابر هذا، وانه من افضل من يجيدون استعمال الهلام المرتمي داخل جماجمهم لكونه اكتشفه بوقت مبكر قبل الآخرين.. إلاّ ان الطبيب، لا مسّاه الله إلا بالخير، افادني ان حالة يكيكي لا تطمئن وينصح بعلاجه فى اقرب مشفى متخصص فى إعادة تأهيل من يعاشرون الحيوانات اكثر من «البني آدمين».. بيني وبينكم انتحيت بيكيكي جانباً وسألته فيما اذا كانت لديه هوايات احتكاك بالمخلوقات المستأنسة او حتى المتوحشة مؤخراً او زيارات لحدائق الحيوانات من باب الاطمئنان فقط، فأكد لي الرجل انه يكره كل المخلوقات الأقل رتبة من الإنسان.. وفى سياق الحديث جاء طاري رحلته الأخيرة لقاهرة المعز وعودته على الناقل الوطني عندما ذكر لي انه التهم ستيك لم يذق له مثيلاً فى حياته، بل انه اصبح «يدبّل» الطلبات على غير العادة من لذة اللحم.. بيني وبينكم جاء فى ذهني موضوع لحوم الحمير واللحوم الموبوءة بالقلاعيات وتقديم الخطوط لها لركابها على كل الدرجات طبعاً.. لم ارد ان اقول ليكيكي إن اخانا البعبع كبير مسؤولي التغذية فى الناقل الوطني جاب طاري الحمير لكي لا اخسره ويخسر البلد معي، وآثرت ان اتلطّم على شحم، كما يقال، واتلطّف الله ألا تتطور جنوح سلوكيات يكيكي للدرجة التي تبدو معها خاصة بحيوان يناهق وله ذيل طويل وأذنان قبيحتان.. والله يستر.. [email protected]