إن المتابع والملاحظ لتطوّر صناعة السياحة البيئية بالتزامن - مع الأزمة الاقتصادية العالمية الراهنة – يدرك أهمية دعم هذا التوجّه من منظور صناعي وإنتاجي يساهم في زيادة الدخل القومي وإتاحة الفرص لتشغيل وتوظيف الأيدي العاملة وتحقيق برامج التنمية، وكذلك من المنظور البيئي فهي عامل جذب للسياح وإشباع لرغباتهم وتطلعاتهم في التمتع وزيارة الأماكن الطبيعية والتعرّف على تضاريسها ونباتاتها وحياتها الفطرية بالإضافة إلى الفوائد والمطالب المتنوّعة الأخرى. وحتى نضمن التوازن والتوافق بين السياحة والبيئة والاستثمار ينبغي الاستفادة من المواد والمنتجات الصديقة للبيئة التي يتم من خلالها استخدام تكنولوجيا وتقنيات ومواد تتعامل بتوافق مناسب لطبيعة الموارد الطبيعية البيئية وتحافظ عليها، كما هو الحال مثلاً في استخدام (المنتجات الزراعية العضوية) كمصدر صديق للبيئة غير تقليدي أصبح منافساً استهلاكياً للتصدير في الأسواق العالمية.. حيث إن نمو صناعة السلع والخدمات البيئية المتسارع مقارنة مع بقية الصناعات الأخرى ساهم في رفع نسبة الإنتاجية والدخل وتسابق القطاع الصناعي الخاص في ابتكار منتجات وتكنولوجيا خضراء صديقة للبيئة، خصوصاً بعد أن تجسّد مفهوم السياحة البيئية من خلال الإعلان في عام 2002م على أنه العام المخصص للسياحة البيئية من قبل منظمة السياحة العالمية، ويظهر تفاعل بعض العناصر والمقوّمات التي من شأنها المساهمة في تهيئه وتطوّر السياحة البيئية (طبيعية، اجتماعية، بيولوجية) نذكر منها وعلى سبيل المثال «مقوّمات البيئة الطبيعية» المتمثلة في: * الموقع الجغرافي للمنطقة أو الدولة، والذي يعطي طبيعة معينة للمقوّمات الطبيعية السياحية تبعاً لفصول السنة الأربعة وتباين درجة الحرارة أو البرودة بين كل منطقة وأخرى وتنقل المسافرين والزوار طلباً للجو البارد أو الحار. * المقوّمات الجيولوجية لطبيعة الأرض والصخور والبناء، والتي بدورها تجذب بعض السياح أو هواة الاستكشاف أو المغامرين. * مقوّمات شكل سطح الأرض (الجيرمورفولوجيا) من جبال وسهول وأودية وأنهار وصحارٍ، وآثار التعرية الهوائية أو المائية وما تخلفه من أشكال طبيعية تستهوي بعض السياح. • مقوّمات عناصر المناخ، تتمثل في الأمطار والحرارة والرطوبة والرياح والتبخّر والسطوع الشمسي وجميعها مقوّمات جاذبة للسياحة. * مقوّمات مستمدة من المياه وأشكالها، حيث تأخذ أشكالاً مختلفة ومتنوّعة مثل المحيطات، البحار، الأنهار، السدود، والتي تساهم في تعدّد أنشطة السياحة (السياحة الشاطئية، السياحة النهرية، السياحة العلاجية في المياه المعدنية). باحث وناشط في البيئة والصحة البيئية [email protected]